أكد وزير الخارجية التركي أن «حياة بومدين» زوجة أحد منفذي هجمات باريس وصلت إلى سوريا من خلال الأراضي التركية، وذلك بعد أن أظهرت مقاطع فيديو «بومدين» أثناء وصولها لمطار أتاتورك في إسطنبول قبل أيام، في حين شدد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو على أن بلاده «فتحت حدودها للأطفال والمنكوبين وليس للإرهابين»، مطالباً العالم بمحاربة جميع أنواع التطرف.
وقال وزير الخارجية «مولود جاويش أوغلو»: « إن حياة بومدين ـ زوجة أحمدي كوليبالي؛ منفذ الهجوم على المتجر اليهودي في باريس ـ دخلت تركيافي الثاني من كانون ثاني/يناير الجاري؛ قادمة من مدريد، وانتقلت إلى سوريا في الثامن من الشهر ذاته».
وأضاف في تصريحات صحافية، الإثنين: «إن الكاميرات الموجودة في المطار؛ سجلت وصول بومدين إلى تركيا في التاريخ المذكور «، مضيفا أنها أقامت مع شخص آخر؛ في فندق في منطقة «قاضي كوي» بإسطنبول، وأن المعلومات الواردة من هاتفها الجوال؛ أظهرت عبورها إلى سوريا في الثامن من الشهر الجاري.
وأظهر شريط فيديو «حياة بومدين»، فور وصولها إلى مطار أتاتورك في إسطنبول برفقة شخص قالت أجهزة الاستخبارات التركية إنه يدعى مهدي صبري بلحسين، وهو مواطن فرنسي عمره 23 عاماً، حيث ظهرت «بومدين» بالمقطع، فتاة عشرينية قصيرة ترتدي الحجاب.
وفيما يتعلق بالتعاون مع فرنسا؛ قال جاويش أوغلو: « أبلغنا الجانب الفرنسي بالمعلومات التي توصلنا إليها بخصوص «حياة بومدين»؛ قبل أن يطلبها الجانب الفرنسي منا»، واتهم العالم بأنه «ليس حازماً في حربه على الإرهاب»، مشيرا إلى عدم وجود تعريف متفق عليه عالميا للإرهاب حتى الآن.
وقال «إن العوامل التي تغذي الإرهاب؛ تختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى»، مؤكدا أن «الموقف التركي ثابت دائما، ويتمثل في الوقوف بوجه الإرهاب، ومحاربته بحزم أياً كانت منطلقاته ودوافعه وأهدافه»، مشيراً إلى وجود تهديدين يستهدفان أوروبا والعالم وهما: الإرهاب من جهة، والعنصرية ومعاداة الأجانب وجميع أنواع التمييز من جهة أخرى. وأعرب عن اعتقاده أن كلا من الإرهاب والتمييز؛ يغذيان بعضهما البعض.
من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، في تعقيبه على المظاهرة المناهضة للإرهاب التي نظمت في باريس الأحد، زعماء العالم إلى اتخاذ خطوة مثيلة ضد جميع أنواع التطرف في العالم.
وأشار في المؤتمر الصحافي الذي عقده، الاثنين، في العاصمة الألمانية برلين، برفقة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلى أن مشهد تظاهرة باريس، يحمل أهمية كبيرة، معرباً عن اعتقاده بضرورة أن يتكرر هذا المشهد ضد جميع أنواع التطرف في العالم، وضد معاداة الأجانب التي تهدد التعددية الثقافية، وتحمل في طبيعتها تهديدا للبشرية، بحسب تعبيره.
وحول بعض الانتقادات الموجهة لتركيا بشأن فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين، قال داود أوغلو «إن كنا قد تركنا حدودنا مفتوحة، فإننا لم نتركها مفتوحة من أجل مرور الإرهابيين، وإنما فتحناها من أجل الأطفال الذين قتل آباؤهم وأمهاتهم، وللنساء اللواتي فقدن أزواجهن، لقد تركنا حدودنا مشرّعة أمام هؤلاء للمجيء إلى بلادنا حيث يجدون الملاذ الآمن، وإن كان هناك من يوجهون اتهاما لتركيا، فإننا سنغلق حدودنا اعتباراً من الغد، وعلى أولئك الذين يطالبوننا بإغلاق حدودنا أن يتحمّلوا وزر كل طفل يقتل على الجانب الآخر من الحدود، تحت قصف النظام السوري، يتعين على المجتمع الدولي أن يجد حلاً لهذه الأزمة».
ولفت رئيس الوزراء التركي، إلى أن إسطنبول «شهدت هجوماً إرهابياً قبل هجوم باريس بيوم واحد فقط»، مبيناً أنه كان من بين المشاركين في المسيرة المناهضة لهجوم باريس، وأنه كان ينتظر من حلفاء تركيا إظهار نفس التعاطف مع تركيا، التي شهدت أيضاً هجوم في قضاء ريحانلي بولاية هاطاي، في أيار/مايو 2013، أسفر عن مقتل 52 شخصاً، وإصابة ما يزيد عن 200 شخص.
وأكد داود أوغلو أن على المجتمع الدولي أن يذكر المنظمات الإرهابية المتورطة بأي عمل باسمها، كما دعا إلى «عدم استخدام مصطلح الإسلام إلى جانب الإرهاب، تماما كما لا يجب استخدامه مع المسيحية واليهودية والهندوسية أو البوذية»، مضيفاً «أي أمر خلاف ذلك، يجعلنا نسقط في أفخاخ الإرهابيين».