هبة الله بركات |
(العدالة، والديمقراطية، والمساواة) تلك هي القيم التي اعتمدها التجمع النسوي السوري الذي أسسته مجموعة من النساء السوريات في خطوة تعدّ الأولى من نوعها في ريف حلب الغربي.
“التجمع يستند إلى فكرة دعم النساء وقرارهنّ بإثبات دور المرأة في المجالس المحلية من خلال تشكيل مكتب المرأة، وحالياً نعمل على أن تكون المرأة منتخبة في المجالس المحلية من خلال دعمها وتمكينها.” بحسب ما قالته (أ. حسنا بركات) عضو مجلس الإدارة في التجمع النسوي السوري وموثقة العمل فيه، مشيرةً إلى أنّ رؤيتهنَّ تتمثل بمجتمع ديمقراطي يحفظ لكل شخص حقه في المشاركة في بناء المجتمع والدولة.
وعن فكرة تقبل المجتمع المحلي لهنَّ تقول بركات: “بشكل عام تم الترحيب بفكرة التجمع، لكن ثمة عقبات تواجهنا في البدايات لا بد منها تتلخص بتراوح الوعي والإدراك لأهمية دور المرأة في البناء المجتمعي والسياسي من منطقة لأخرى.”
أمّا أولى أعمال التجمع فهي تتعلق بدعم المرأة في المجالس المحلية، “فحاليا نسعى لحلّ الحصحصة والتعيين بالصداقة والمحابة في آلية تشكيل الهيئات الإدارية في المجالس المحلية عن طريق الانتخابات وتشكيل لجان مراقبة نشارك فيها.” بحسب ما أفادت (حسنا) مشيرةً إلى أنه مازالت هناك مجالس محلية يغيب فيها دور المرأة بشكل كُلي، وهدف التجمع أن يكون مكتب المرأة ركنًا أساسيًا في المجالس المحلية، وأن يكون لها دور في كافة المكاتب الخدمية.
وفي خطوة عملية مُثمرة للتجمع النسوي تقول (حسنا): “استطعنا تشكيل مكتب للمرأة في مدينة عنجارة، وهذا بالنسبة إلينا يُعدّ إنجازاً مهمًا، نظراً للعوائق التي تواجه المرأة في المنطقة هناك.”
كيف استطاع التجمع بث الوعي حتى وصل إلى ذلك الإنجاز المهم بإشراك المرأة في المجالس المحلية وممارستها الانتخاب والترشح؟ توضح ذلك (حسنا) بقولها: “نحدد أولاً المنطقة التي نريد التوعية فيها والتي تشهد انتخابات مجالس محلية، فنقوم بتوزيع بروشورات ونشر لافتات تغطي أرجاء المنطقة تخص المرأة ودورها الفعال في المجتمع، إضافة إلى قيامنا ببخ غرافتي، ونشر إعلانات، ويكون تنسيقنا مع المجالس المحلية لتسهيل عملية الانتخابات للمرأة.”
لكن دور التجمع لم ينتهِ بعد الإنجاز الذي حققه في انتخابات بلدة عنجارة في ريف حلب الغربي، إذ أعقبه نشاط مهم قام به التجمع حددته (حسنا) بـعقد اجتماع مع الهيئة الإدارية للتنسيق والإعداد للحملات القادمة في باقي المجالس المحلية في المنطقة، فالهدف الذي يسعى إليه التجمع النسوي هو جعل المجالس منتخبة بشفافية ومنح المرأة حقها في الترشح وصنع القرار واتخاذه، وهذا ما تحقق في بلدة عنجارة ويسعون لتطبيقه في باقي المدن والبلدات.
تؤكد لنا (بركات) أنّ دورهم بدعم المرشحات لم يقتصر على تسهيل العملية الانتخابية ودعمهنّ بالإعلانات فقط، بل أجروا عدة تدريبات وندوات جمعت العديد من النساء منهنّ المنتخَبات، شملت فن الإلقاء الخطابي، وآلية كتابة الجداول الانتخابية، وندوات شرحت كيفية تعريف الناس بدورهم وما سيقدمونه.
أخيراً أشارت (أ. حسنا بركات) إلى إمكانيات المرأة السورية، فرغم العقبات التي تعرضت إليها من فقدان الزوج والابن وتحمل أعباء التربية، فهي مازالت قوية تسعى لتحقيق ذاتها وإثبات دورها في المجتمع، وقد أثبت مكتب التنمية المحلية في فرنسا بحسب تقييم أظهره لما قدمه من مشاريع تعنى بتنمية وتمكين المرأة في الشمال السوري، أن النساء قادرات وفاعلات رغم ما يتعرضنَ له من عقبات، فالمشاريع التي استهدفت النساء كانت الأكثر نجاحاً وأثراً.