ترجمة : ضرار الخضر |
لم يعد الذين تعرضوا للتعذيب أو العنف من اللاجئين بحاجة إلى الدعم النفسي فقط، بل بات كلُّ اللاجئين بحاجة إلى الدعم النفسي، ليس هذا فقط بل إنَّ من يتعامل معهم كثيرا ويسمع منهم ويتعرف على معاناتهم بحاجة ماسة للدعم النفسي، هذا ما خلصت إليه دراسة أجرتها وزارة الصحة البريطانية، التي توصلت إلى أنَّ مجرد تعرض المترجمين لمعاناة اللاجئين بالاستماع فقط هو عمل مرهق للغاية ومجهد ويتطلب دعماً نفسياً يقي من تفاقم اليأس والاكتئاب.
تحدثت صحيفة الغارديان عن هذه الدراسة، وبناء عليها يجب تقديم الدعم النفسي العاجل للمترجمين الذين يعملون مع اللاجئين السوريين نظراً للضغوط النفسية التي يتعرضون لها أثناء عملهم.
وبحث المختصون في كيفية تنفيذ البرنامج لإيواء الأشخاص السوريين الضعفاء في أدنبرة، كوسيلة لتقديم التوجيهات للسلطات الأخرى.
لقد تجاوزت ترتيبات الاستقبال توقعات اللاجئين، لكن تمَّ إثارة تساؤلات حول الدعم المقدم للمترجمين الفوريين.
تشرح الورقة كيف كان العمال في كثير من الأحيان، وهم الموظفون الوحيدون الذين تتعامل معهم الأسر، يقيمون علاقات وثيقة مع تلك الأسر.
وكتب مترجمون كيف انهمرت دموعهم أثناء الاجتماعات، وكيف عانوا من نوبات اكتئاب نتيجة لما كانوا يتعاملون معه، وغالبا ما كانوا يقدمون المساعدة خارج أوقات العمل.
وقال لوثيان ديرمونت غورمان مستشار الصحة الوطنية المشارك في إعداد الدراسة: “كان لكل عامل تجربته الخاصة، لكن قد تكون تجربة المترجمين هي الأكثر إرهاقاً، فقد كانوا يستمعون إلى قصص ربَّما كان لها صدى في حياتهم الخاصة”.
وقال أحد المترجمين في الدراسة: “أشعر بالاكتئاب واليأس؛ لأنَّني في كلِّ يوم أسمع ما مروا به وأستعيد ذكرياتي، فقد حدث هذا في بلدي أيضاً، كنت أبكي معهم”.
وأضاف آخر: “لقد عملت كثيرا مع الشرطة وفي المشافي والمحاكم، لكن عندما تبني علاقات مع أسرة فهذا يؤثر فيك”.
و SVPRP مشروع تلتزم الحكومة البريطانية بموجبه بإيواء 20000 لاجئا سورياً.
وأعلِن يوم الإثنين 18 كانون الأول أنَّ اسكتلندا أنجزت الهدف بإيواء 20000 قبل الموعد المحدد للبرنامج بثلاث سنوات.
وواجه البرنامج مشكلات تتعلق باللغة للواصلين الجدد، وصعوبات في الاستفادة من برنامج الرعاية الصحية، ممَّا استدعى الاستعانة بالمترجمين كأول من يساعدهم.
وركز البرنامج في تقييمه على مدينة أدنبرة من حيث الاستقبال، فهي من أولى المدن في اسكتلندا التي تستوعب أعدادا كبيرة من اللاجئين في خطة الإيواء، وكذلك تعرّض التقييم لأوجُهِ النجاحِ والقصورِ في البرنامج من خلال خبرة وآراء المترجمين الفوريين عامي 2015و2016.
وأدت المخاوف بشأن إجهاد العاملين إلى إجراء الدراسة، تحت إشراف جامعة كاترين وير، في جامعة أدنبرة وطالبت بتنفيذ بعض التوصيات وفي مقدمتها تقديم الدعم النفسي للمترجمين.
يذكر أنَّ تقديم المشورة النفسية متوفر، لكن الدراسة قالت: إنَّه يجب زيادة تدريب المترجمين، وأضافت يجب على الإدارة أن تأخذ التاريخ الشخصي للمتقدمين عند توظيفهم.
وقال البروفيسور اليسون ماكولوم مدير الصحة العامة والسياسة العامة في وزارة الصحة الوطنية: ” نحن ملتزمون بتقديم خدمات الدعم الصحي المهني لجميع موظفينا وخصوصا أولئك الذين يعانون من حالات التوتر، لمساعدتهم على التعامل مع الإجهاد والصدمة، وهذه الخدمات مقدمة لكل موظفينا بمن فيهم المترجمون، كي يكونوا قادرين على تأدية المهام المطلوبة منهم”.
صحيفة الغارديان البريطانية
رابط المقال الأصلي: