عبد الحميد حاج محمد |
نظرًا لأهمية العمل الإعلامي في سورية وحاجته الماسة في إيصال صوت الداخل إلى الخارج، ووفقًا لكثرة الإعلاميين الموجودين في الشمال المحرر، خاصةً لتجمعهم بعد التهجير القسري، ووجود قسم كبير من الإعلاميين لم يتلقَ أي تدريبات تجعل منه إعلاميًّا ناجحًا يستطيع نقل رسالته، أقام المركز الصحفي السوري عدة دورات في التحرير الصحفي والمواد التلفزيونية في الشمال السوري.
صحيفة حبر التقت المدرب الأستاذ (أكرم الأحمد) مدير المركز الصحفي السوري الذي حدثنا عن أهداف التدريبات بقوله: “الهدف الأساس رفع قدرات النشطاء الإعلاميين داخل سورية، والصحفيون في الخارج أُتيح لهم عشرات التدريبات، لكن الصحفي داخل سورية بقي بعيدًا عن هكذا تدريبات وبقيت الساحة الداخلية فقيرة بهذه التدريبات، لذلك نعمل على رفع مستوى الصحفيين وتأكيد المبادئ المهنية بشكل تطوعي وبدون أي دعم.”
تمت هذه التدريبات بعد التعاون مع عدة منظمات ومجالس محلية، حيث تم تقديم القاعات من هذه الجهات وتكفل المركز الصحفي بباقي التجهيزات اللوجستية،
وتم نشر رابط قبل بدء الدورات يتضمن معلومات يجب توفرها في المتقدم إلى التدريب، وتقدَّم حوالي 230 صحفيًّا تمَّ اختيار صحفيين منهم بدقة وعناية، وتمَّ إجراء خمسة تدريبات حتى الآن في الداخل ويسعى المركز لإجراء المزيد من التدريبات.
يقول الأحمد: “إن منهاج التدريبات يخص مواد التحرير الصحفي المتعلق بالخبر وطريقة كتابته، وأيضًا القصة الخبرية والمقال الصحفي، وهناك جزء آخر وهو التلفزيوني الذي يتضمن تقنيات الإلقاء والوقوف أمام الكاميرا وإعداد البرامج.”
ويُكمل حول الفائدة المرجوة بقوله: “بهذه التدريبات يستطيع الصحفي أن يكتسب مهارات تساعده على العمل، لكن الدراسة الأكاديمية والتدريب المستمر لابد منه، ولا بد للصحفي أن يستمر باكتساب المهارات والتدريب حتى يرتفع بقدراته المهنية حتى يستطيع إنتاج مادة إعلامية قادرة على الوصول إلى أهدافها.”
لاقت هذه الدورات استحسانًا عند النشطاء والإعلاميين في الشمال المحرر، ولاقت رواجًا جيدًا وخصوصًا تدريبات التحرير، فكل من حضرها أصبح بإمكانه تحرير الأخبار بشكل جيد وكتابة التقارير الصحفية.
الإعلامية (حلا أحمد) حضرت أحد التدريبات، تقول: “هدفي الأول زيادة الخبرات وصقلها واكتساب المزيد من المهارات في العمل الإعلامي، وبرأيي هذه التدريبات مناسبة لجميع الإعلاميين الأكاديميين وغير الأكاديميين؛ لأنها تُعدُّ خلاصة وملخصًا لكل العمل الإعلامي.”
ويوجد بالشمال المحرر عدة معاهد تُدرِّس الإعلام، منها جامعة إدلب وحلب، إذ تحتوي على عدد جيد من الطلاب وتلاقي رواجًا جيدًا، إلا أن بعض الإعلاميين يُفضل الحصول على التدريبات بدلاً من الجامعات وخصوصًا مع الظروف الراهنة المتعلقة بالجامعات>
(يزن بياع) طالب في جامعة إدلب في معهد الإعلام يقول: “هكذا تدريبات لها أهمية كبيرة؛ لأننا تعودنا أن الإعلامي هو مراسل أو مصور فقط، بينما الآن يحصل تجديد بخصوص الإعلام مثل التقديم التلفزيوني و التعليق الصوتي وإعداد البرامج، وهذا الشيء إيجابي بالنسبة إلى الإعلام في الشمال المحرر”
ويساهم الصحفيون في نقل معاناة السوريين إلى الخارج وينقلون ما يحدث فى حق الشعب من مجازر ويسلطون الضوء على الأوضاع التي يعاني منها الشمال المحرر، وبحسب قول الأحمد فإن للإعلامي دور مهم في بناء المجتمع وترسيخ القيم الإيجابية فيه وخصوصًا في الظل الحالي الذي تعاني منه سورية.
ومع وجود صحفيين غير ممتهنين ولا أكاديميين، تحصل أخطاء وأقداح في مهنية العمل الإعلامي وتُسيء إلى الميثاق الإعلامي، وهذا الذي يوجب على كل صحفي إجراء تدريبات تمكنهم من العمل، ويؤكد (الأحمد) أن على الصحفيين في الداخل الالتزام بالقواعد والأخلاقيات في العمل الصحفي والتدريب المستمر المتنوع.
وتبقى المعاناة الكبرى عند الصحفيين في إيجاد فرصة عمل لكسب لقمة العيش وخصوصًا في ظل الأعداد الكبيرة من الإعلاميين الموجودين في الشمال المحرر، إذ يعمل الكثير منهم بشكل تطوعي ومستقل لنقل معاناة الشعب السوري.