بقلم باسل عبود.
بعد فشله في حصار المدينة حلب المحررة، سعى النظام السوري إلى تدمير مرافق الحياة وسبل العيش فيها، إذ تعرضت المدينة مؤخرا إلى موجة قصف بربرية طالت كل الأحياء المحررة، مخلفةً مئات الشهداء والجرحى، وهي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المدينة إلى هجوم مماثل، ولكن الجديد هذه المرة هو الضجة الإعلامية والضغط الشعبي لوقف القصف.
بدأت حملات التضامن مع مدينة حلب الحرة من الداخل السوري، حيث أصدر عدد كبير من الهيئات والمنظمات بيانا مشتركا منددين من خلاله بالقصف الذي تتعرض إليه، ومن ثمَّ أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات تضامن، ودعوا إلى صبغ صفحات التواصل باللون الأحمر في إشارة إلى المجازر الدموية في حلب، وقد حقق هاشتاغ #حلب_تحترق المرتبة الأولى عربيا.
لم يقتصر التفاعل مع الحملة على الإعلاميين، فقد شارك فنانون كبار ودعاة ورياضيون.
اكتسبت الحملة بعدا عالميا من تخصيص يوم غضب في باكستان إلى مظاهرات إسطنبول، ومن سواحل غزة المحاصرة إلى مدرجات الملاعب الأوروبية.
النظام السوري وأذرعه الإعلامية راح يعمل على حملة مضادة لإظهار نفسه بموقع الضحية بدل الجلاد، تورطت معه في ذلك مؤسسات إعلامية كبرى مثل محطة fox newsالأميركية وهيئة الإذاعة البريطانية bbc عندما قاما ببث صور لضحايا في المناطق المحررة وقالا: إنَّها في مناطق سيطرة النظام في سقوط إعلامي وأخلاقي مدوٍ، ما دفع قناة bbcالعربية إلى الاعتذار عن الخطأ المتعمد، وعلى إثر ذلك استقالة الإعلامية السورية ديمة عز الدين من القناة.
أمَّا محليا فقام النظام بقصف المناطق الواقعة تحت سيطرته في المدينة، وفجر سيارة مفخخة أمام أحد المشافي، واتهم الثوار بقصفه بصاروخ؛ وذلك للتغطية على جريمة قصف مشفى القدس، وهذا ما أنكره الثوار ونفاه الخبراء العسكريون.
وكعادة النظام بالتغطية على جريمة بجريمة أخرى، صدرت أوامر بإعدام العديد من السجناء داخل سجن حماة المركزي؛ وذلك لصرف الأنظار بعيدا عن حلب، وهذا مانجح به إلى حد كبير، فقد انشغل الإعلام مؤخرا بقضية سجن حماة.
شكَّل الضغط الإعلامي سببا رئيسا لوقف القصف على مدينة حلب، فبعد إعلان وزير خارجية روسيا بأنَّ بلاده لن تضغط على النظام السوري لوقف القصف على حلب، وبأنَّ مايجري في حلب يتم بالتنسيق بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، عاد بعد أيام قليلة ليعلن بأنَّ بلاده قد اتفقت مع الولايات المتحدة على إعادة الهدنة لتشمل حلب بعدما كان يصرُّ النظام على استثنائها من أي اتفاق تهدئة.