فراس مصري |
ومن الظلم بمكان أن نذكر “مجلس المدينة والمجتمع” ثم لا نتحدث بشكل خاص عن (جمعية التعليم ومكافحة الأمية)، وعن شابَّاتها وشبابها، وعن فرطِ النشاط والهمة وشدة الإخلاص وحبّ الوطن والغِيرة على المدينة والتفاني بالعطاء، لا تستغرب صديقي القارئ، فلم أذكر إلا قليلاً من وصفهم.
لن أذكر أسماءهم فهم يعرفون أنفسهم، لكنها مناسبة لرسالة أوجهها لهم جميعًا أينما كانوا “أحبكم وأقدِّر عملكم”.
لقد فتح مجلس مدينة حلب أبوابه واسعة أمام هؤلاء الشباب “ذكورًا وإناثًا” وشاركهم حملاتهم ومناسباتهم، فقد كانوا الشمعة المضيئة في مدينة جميلة تستحق منهم ما يقدمون.
وبالتشارك مع المعهد العربي لإنماء المدن، كانت الفعالية المهمة “الحد من الفقر الحضري بطريقة البحث السريع بالمشاركة” دورات تدريبية وبحث ميداني ونتائج مذهلة أدت في النهاية لإحداث مركز للإشعاع الحضري في منطقة (الشيخ خضر) حسب ذاكرتي، حيث كانت أهم نتائج دراسة حيي (الشيخ خضر، والحيدرية) التي تمَّت بالتعاون مع جمعيات أخرى ومؤسسة (كويست سكوب) إضافة إلى الشريكين الأساسيين (مجلس مدينة حلب، والمعهد العربي لإنماء المدن) هي:
- 98% من سكان المنطقتين هم من أصحاب المهن الموسمية غير الثابتة، و 2% فقط هم من الموظفين الذين يمتلكون دخلًا شهريًا ثابتًا.
- إن منطقتي (الشيخ خضر، والحيدرية) هما من المجتمعات الجاذبة للهجرات الداخلية من الريف إلى المدن؛ لرخص تكلفة الحياة نسبيًا عن باقي مناطق حلب الأخرى.
- يعدُّ سكان المنطقة أن الأطفال (الذكور) مصدرًا لدخل الأسرة، لذا فإن متوسط حجم الأسرة الواحدة في المنطقتين عشرة أفراد، بالإضافة إلى عامل أن الأسر تبنت إستراتيجيات للعيش المشترك لتقليص نفقات الحياة على الأسرة الواحدة.
- كما أظهرت النتائج أن 50% من المجتمع هم ممَّن تقل أعمارهم عن 18 عامًا، ممَّا يجعل الضغط على الخدمات المُقدَّمة للأطفال كبيرًا جدًا.
- عدد المؤسسات المُقدِّمة للخدمات في المنطقة محدود جدًا، ولا يتناسب مع عدد السكان القاطنين في المنطقة.
- تفشي ظاهرة الفقر بشكل لافت في المجتمع، حيث إن 70% من السكان في منطقة (الشيخ خضر) يعيشون بأقل من 1.5 دولار يوميًا، منهم 7% يعيش بأقل من 0.5 دولار يوميًا.
- ألقت ظاهرة عمالة الأطفال بظلالها على الموقف في منطقتي (الشيخ خضر، الحيدرية)، حيث إن معظم الذين يتسربون من المدارس يدخلون سوق العمل في سنّ مبكرة، وما يقارب60% من الأطفال على مقاعد الدراسة يعملون بعد انتهاء الدوام المدرسي لرفد دخل الأسرة، حيث لا يعُدُّ سكانُ الحي عمالةَ الأطفال مشكلة من وجهة نظرهم.
وأوصت الدراسة بـ:
- العمل على تحسين الخدمات المتوفرة في المنطقتين.
- العمل على رفع المستوى المهاري للأفراد، بحيث يتمكنوا من البحث عن فرص للعمل أكثر تخصصية للذكور والإناث.
- إنشاء مركز الإشعاع الحضري في المنطقتين يقوم على تقديم خدمات اجتماعية نوعية للسكان، بهدف تحسين هذه الخدمات لتكون مؤشرات للنمو الحضري في المنطقتين.
- العمل على مشاركة المجتمع المحلي في إدارة وتنفيذ وتقييم برامج مركز الإشعاع الحضري.
- توفير علاقات شراكة للمركز مع مختلف المؤسسات الوطنية والمحلية والعربية والدولية بهدف تقديم خدماتها المتنوعة للسكان.
- دعم تشكيل فريق وطني للتخطيط الحضري يكون مسؤولاً عن نقل التجربة إلى مختلف المحافظات والمدن السورية.
وأما الفعالية المهمة التالية فكانت مشروع “التكامل في بناء الانسان والوطن” في مشروع مشترك بين المجلس والجمعية وفكرتها توأمة بين حي غني (الفرقان) وحي فقير (الصاخور)، ونتائج مذهلة أيضًا أهمها:
- محو أمية 450 طالبًا مدرسيًا في الصاخور.
- إحياء الثقافة وتشجيع المطالعة الثقافية في الفرقان والصاخور.
- تفعيل دور 60 امرأة وتشجيعها في الصاخور.
- تعزيز المواطنة وتشجيع العمل الطوعي لسكان الفرقان والصاخور، وذلك لـ 100 شخص.
- تامين فرص تأهيل وتدريب 20 امرأة و40 رجلًا في الصاخور.
ولكي نكون منصفين فقد كان لجمعيات أخرى حظًا وفيرًا من المشاركة، أخصَّ منها (جمعية من أجل حلب، وجمعية العلوم الاقتصادية، والجمعية الخيرية الإسلامية).
نتوقف هنا، وهذا غيض من فيض، ولدينا المزيد والكثير، لكنها فكرة تشي بأن شبابنا لو أُطلق لهم الساحات لرأينا منهم العجب من الطاقات والإبداعات.