بقلم هدى الأقرعالظلم ذريعةُ الجهَّال يستخدمونه لقمع الضعفاء، يظنون أنَّهم بأسلوبهم سيمتلكون الكبرياء ويحصلون على الإباء، لأنَّهم يرون الفقراء والضعفاء إرثا عن الآباء، هم حقا أجهل من أن يروا الغضب في عيون السجناء.عذرا منكم أيُّها الأشقياء، عذرا من كل حقير باع بالإنسانية الدماء، آهٍ منكم أيُّها البؤساء، آهٍ من طمعكم، ماذا تريدون بعد هذا؟ قطعتم من أكتافنا لحمًا، وشربتم من عرقنا كأسًا وأخذتم أرواحنا من أجل حياتكم، أمَا يكفيكم كل هذا؟! سلبتم منَّا مساكننا ورضينا على أنفسنا، كلُّ هذا فماذا بعد؟! أنتم بلاءٌ من الله على قوم لم يعرفوا طعم الهناء ولم يروا لون السماء، أنتم بلاءٌ على شعب لا ينام إلا في العراء ويخاف أن تسمع أناته الجدران، عذرا منكم أيُّها الحكام فقد انتهت صلاحيتكم في هذا الزمان، وآن الأوان لتجنوا ثمار ما زرعت أناملكم، وكلكم قد زرعتم شوكا في بيادركم، فكلوا اليوم من حصادكم، واشربوا دمًا حتى ترتوا من أنهاركم، فعندنا لا خبز لكم، فاكتفوا بأموالكم وحُلي نسائكم، وامرحوا الآن كيفما تشاؤون، وقامروا على أملاككم حتى تفلسوا، واسكروا في ملاهيكم حتى تتيهوا، وبينما أنتم تلعبون فإذا بأحفاد صلاح الدين يستعدون، وأبناء عمر بن الخطاب يرفعون الظلم ليعدلوا، فقوموا الآن من أماكنكم وانظروا أمامَكم، فكل الجدران قد صمَّت آذانها، وكل الشباب الذين قطعتم أيديهم وألسنتهم باتوا اليوم ينطقون ويكتبون ويوصلون أصواتهم إلى الأجيال الحاضرة والقادمة، فرسالتنا سوف تصل، وسوف ترون، فالشعب إن أراد لنفسه العزة دُثرت عن طريقه كل أنواع الذلة.