منذ حوالي أسبوعين حتى اليوم قفز في وجه السوريين أربعة مرشحين للرئاسة بعد رواج إشاعة عن قرب رحيل بشار الأسد بعد انتهاء ولايته الثالثة، وبعيداً عن صحة الإشاعة والتحليلات التي تبعتها، بما في ذلك تلك التي نالت من طموح المرشحين بعدما تحدثت عن مجلس انتقالي برئاسة (علي مملوك) بإمكاننا رصد بعض الشروط لهذا المنصب كما ظهرت في بيانات الرؤساء الأربعة:
– الولاء لإسرائيل: فكما يبدو أنه من الصعب جدًا وصول شخص غير موالٍ للكيان الصهيوني ومستعد أن يتخلى عن الجولان لفترة طويلة قادمة سواء كان ذلك تلويحًا أو تصريحًا، باستثناء الحمصي 2021
– الشرعية من الدول وليست من الشعب: جميع من ترشح كان يخاطب الشعب ويغازل الدول التي يمكن أن تصل به إلى طموحه.
– اختفاء المشاريع الوطنية والاعتداد بالذات: يبدو أن المنصب يُفهم إلى الآن على طريقة الأسد، فلا يوجد مشروع أو برنامج انتخابي للمرشح، فالمنصب هو المشروع، والتصدي لمسؤولياته التي لا يعرفها المرشح هو البرنامج.
– بيع الوهم: مع غياب المشاريع يصبح خطاب الرئيس المفترض مليئًا بالشعارات وبيع الأوهام للمواطنين بأنه سيكون المُخلِّص، وباستثناء فيديوهات الحمصي 2021، جميع الأوهام التي جاءت في كلمات الرؤساء بقيت خيالاً محضًا.
– التنافس الأجوف: الذي يقوم على السباب والاتهامات بين السادة الرؤساء بدلاً من طرح مشاريع وبرامج تجعل المواطن يختار الأفضل له.
في النهاية هذه الترشيحات الأقرب للهزل، والبيانات التي أصدرها المرشحون، تشرح إلى أين وصل مقام رئاسة الجمهورية العربية السورية، فالذل والمهانة الذي وضعهما بشار الأسد في (المنصب) يبدو أنه سيستمر لوقت طويل، فليس من السهل أبدًا أن يجلس على كرسي الرئاسة من ينتمي للشعب في المرحلة القادمة، لذلك يجب أن يكون الشعب مستعدًا للدفاع عن مصالحه، وعدم تركها للجهات الرسمية لأنها ستكون مشغولة بالدفاع عن مصالح الدول التي تمثلها، وليس مصالح الناس.
فتغريدة واحدة من صحفي صهيوني من الدرجة الثالثة على تويتر استطاعت أن تعصف بالرئاسة بهذا الشكل، فكيف إن كانت الدول تبحث جدّياً عن رئيس جديد للبلاد يكمل ما فعله الأسد؟!
المدير العام | أحمد وديع العبسي