الشباب عِماد البناء المجتمعي وطاقته، فكلما أخذ دوره وتحرر من قيوده كلما عاد النفع على الوطن ونما وتقدم.
ولطالما كان الشباب المحرك الأول للثورة السورية، فقد نشطوا في كافة الميدان، فعملوا وضحوا وقدموا ما عندهم لبناء مجتمع حر يسوده العدل، ومن هذا المنطلق اجتمعت ثلةٌ من الشباب السوري في مدينة إدلب يوم 16/11/2017م لإعلان بدء انطلاق المكاتب التنفيذية لرابطة (الشباب للتنمية الاجتماعية) وهي فرع من (رابطة شباب الثورة السورية) التي تنشط في أوروبا وتركيا وتستهدف جَمع كلمة الشباب السوري أينما وجد.
وعن إعلان انطلاق المكاتب التنفيذية تقول السيدة وداد رحال (أم سلام) الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة الرابطة:
” دقت ساعة العمل لكي نعلن عن أنفسنا رسميا ونقيم علاقات نشاط تفاعلية مع الآخرين، ونقدم أنفسنا كشباب منظم فاهم يعرف ماذا يريد، مدرك لأفق عمل الرابطة من جميع النواحي التنموية، اجتماعيا وثقافيا، وآن الأوان لنتميّز بوعي وطني سياسي وثقافي، لأجل كل هذا يجب أن يكون عملنا في الرابطة عملا مؤسساتيا، ولهذا يجب أن تتحول (الهيكلية التنظيمية) من هيكلية بلا أسماء وبلا تكليف مهام وبلا برامج، إلى هيكلية ملؤها العمل والحياة والنشاط والفاعلية.”
رابطة الشباب للتنمية الاجتماعية كانت قد عقدت أول اجتماع تأسيسي لها في 8 حزيران 2017، حضره عدد من الأعضاء تجاوز عددهم 45 عضوا، في حين زاد عدد أعضائها الآن ليصبح أكثر من 350 عضوا، ضمت مجموعة من المثقفين والمعلمين والمهندسين الزراعيين والدكاترة في جميع الاختصاصات، كما ضمت الرابطة الطلبة الجامعيين، وأيضا الحرفيين والعمال.
تُعرِّف الرابطة نفسها بأنَّها: “منظمة شبابية ثقافية اجتماعية تنموية ذات أبعاد وقيم وطنية، تستهدف تنظيم دور الشباب السوري من خلال كونها حاضنة وراعية ومُنظِّمة لدورهم، من خلال مشاريع تنموية وخدمية في كافة المجالات، تعود على المجتمع السوري والوطن السوري بكل ما يرتقي به نحو حياة أفضل، اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسياسياً.”
نظمت الرابطة نفسها بوثيقة تأسيسيه ونظام داخلي حددت فيه أهدافها وبرامجها، وكان شعارها (الأمل ينشره المتفائلون بالعمل) ومن أهدافها:
- بناء الشباب عبر بناء الإنسان.
- العمل على جمع الكلمة والتميز بالتفكير.
- إعداد الشباب عبر الممارسة المجتمعية.
- وضع الشباب أمام مسؤولياته تجاه مجتمعهم ووطنهم.
الرابطة وضعت شروطاً للعضوية فيها، ونظَّمت هيكليه لها، حيث تبدأ بهيئة المبادرة التي تحافظ على بوصلة الرابطة الوطنية، الرئيس الفخري، رئيس الرقابة والتدقيق، مجلس الإدارة، والمكاتب.
وفي حوار مع أحد أعضاء هيئة المبادرة د. حسن حميدي قال: “اهتمت الرابطة بعدة جوانب أهمها الجانب السياسي الذي يهتم بإيجاد هوية وبصمة وطنية للشباب السوري في العالم من خلال تنظيمه ورعايته وتطوير إمكاناته، والجانب الثقافي الذي يجعل الفهم الوطني هو عقيدة الانتماء للرابطة، والجانب المجتمعي الذي يعتبر تنمويا يهيئ الشباب بالممارسة ليكونوا قادة المستقبل، والجانب الأخلاقي الذي هو العاصم من الفساد السياسي والمالي والاجتماعي.
وثمة جانب يحتوي ويحفظ كل الجوانب السابقة، وهو (رفض الارتهان) لأي أجندة، او للمال السياسي، و الرابطة ترفض الفكر التبريري الذي قد يبرر ذلك، وتؤكد أنَّ فكرة الاعتماد على الذات هي جوهر حرية القرار الوطني السيادي، وتعتمد موقفاً سياسياً ثورياً ضد الطغاة والغلاة والغزاة.
الرابطة بدأت بالعديد من الورش التي تم تطويرها إلى مكاتب ثم إلى هيئات، وكل الأعضاء الموجودين فيها يجب أن يكون لهم عمل محدد إما في فريق تطوعي، أو في ورشة من ورشات العمل، أو في مكتب أو هيئة، واعتمدت الرابطة لنفسها هيئة استشارية على مستوى الرابطة الأم …
ومن الورش التي تم تنظيمها ورشة: (التوثيق، المونتاج، قنوات التواصل الاجتماعي، الفنون و الآداب، الأناشيد ، الإبداع الأدبي و الشعري، التخطيط والدراسات تسويق المشاريع، الرقابة والتقارير، الفرق التطوعية، المرأة و الطفل، المحاماة والقانون، التعليم، الثقافية، التمكين السياسي، بناء القدرات، المهنية، الصحة العامة، التعريف بالرابطة، السجلات والأرشفة، الحفاظ على الآثار، حقوق المهجرين قسرا، حقوق الإنسان، الدفاع عن المعتقلين، بناء القدرات الثقافية والسياسية، الورشة الزراعية، معاينة المشاريع، رابطة الشباب الجامعي).
وفي حال عدم وجود ورشة لاقتراح معين يقترح عملا جديدا على (هيئة المبادرة) لتحديد اسم الورشة التي تناسب النشاط الجديد من أجل دراسة إمكانية ضمها للهيكلية.”
لا يكفي أن نحلم ببناء سورية جديدة، لا بدَّ من العمل والتفاني، للنهوض بمجتمع جديد يعيد لنا الأمن والأمان، والحرية والكرامة، والحياة الأفضل لوطننا وشعبنا.