إعداد عمر عربلقاء مع مدير مكتب حلب لرابطة خطباء الشام الأستاذ أنس حشيشولا بدَّ من استثمار دور المسجد، بهذه البساطة نطرح موضوعنا، فللخطيب والمنبر شأن عظيم، ولهما أهمية بالغة في زيادة الوعي والإدراك لدى الناس وإيصال رسائل كثيرة لهم تردهم إلى جادة الحق والصواب ، كما ويُعتبران من أهم أدوات العصر الحديثة مقارنة بما تشهده الحياة بشكل عام من تطور متسارع وتغلغل وسائل متعددة من الإعلام وطرق العرض المتنوعة، لذا كان لزاماً إحياء دور المنبر والخطيب ليكون فعالاً ومؤثراً أكثر في حياة الناس والمجتمع الإسلامي، لأجل ذلك كان لقائنا مع مدير مكتب رابطة خطباء الشام في مدينة حلب الأستاذ “أنس حشيشو” للتوقف قليلاً حول أهمية ودور الخطباء، كما تراه الرابطة التي أخذت على عاتقها هذا العمل.متى تأسست رابطة خطباء الشام وما هو عملها وإلام تهدف؟” تأسست رابطة خطباء الشام بتاريخ 24 من شهر ذي الحجة عام 1433 هجري الموافق 10/10/2012 م. وهي مؤسسة تعنى بالمنبر والخطيب ببرامج احترافية مستمرة، قامت على أساس أداء رسالة ورؤية معينة تسعى إلى تطبيقها على أرض الواقع، وهي أن تكون أكثر فاعلية في تحقيق رسالة المنبر الأساسية وتعميق أثر الخطيب في المجتمع.يرأس رابطة خطباء الشام شيخ قراء دمشق “الشيخ كريم راجح” حفظه الله والأمين العام الشيخ “سليمان الحرش”من أهم الأهداف التي سعت إلى تحقيقها هو تفعيل دور المنبر والخطيب في التأثير والتوجيه المجتمعي ومساندة الخطيب لتحقيق رسالة المنبر، وذلك من خلال تقديم تدريب احترافي مميز في إعداد الخطيب، كما تهدف إلى بناء شبكات تواصل بين الخطباء السوريين لتبادل الخبرات والمعارف إضافة إلى إثراء الحقل البحثي في مجال دراسات المنبر والخطيب.ما هو منهج الرابطة؟وضعت رابطة خطباء الشام ميثاقا، وهذا الميثاق يمثل القيم التي تؤمن بها الرابطة، والمرتكزات التي تقوم عليها، والحَكَمَ الذي يضبط توجهاتِها وأعمالها، ومن أبرز تلك القيم والمبادئ أنَّ رابطة خطباء الشام تعد إحدى المؤسسات الدعوية العاملة في المجتمع السوري وتنطلق في معتقداتها من كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الصحيحة، على منهج أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين، وتعتبر رابطة خطباء الشام المذاهب الفقهية ثروة علمية عظيمة، تأخذ بها ولا تتعصب لها مع العمل بالأخلاق الفاضلة والدعوة إليها.كيف تستطيع الرابطة لم شمل الدعاة وتوحيد كلمتهم والدفاع عنهم وصون حقوقهم، وكيف تنظر إلى عامة المسلمين وكيف تتعامل معهم؟للتعامل مع العلماء والدعاة أهمية بالغة لدى الرابطة، وذلك عبر التواصي بالحق مع العلماء والدعاة والعمل على جمع كلمتهم، وصون أعراضهم وحفظ حرماتهم تحقيقاً للولاء بين المؤمنين. وإنَّ الاختلاف في فروع الشريعة يوجب النصح والحوار، لا التخاصم والبغي والقتال والفرقة، مع تجنب التعصب للأشخاص أو الجماعات أو الأحزاب أو الأقوال، ولزوم الحق هو المعيار في ذلك كله، وأهم شيء هو تجنب نقل النزاعات إلى المنابر العامة والعمل على تضييق دائرة الخلاف ما أمكن درء للفتنة والمفسدة العامة.أمَّا عن كيفية التعامل مع المسلمين، فقد ركزت الرابطة على تأليف النفوس والقلوب الطيبة على أصول أهل السنة والجماعة، والاهتمام بأمر المسلمين بكل ما فيه لتحقيق المصلحة، وتعظيم حرمة المسلم، وتجنب الحكم عليه بكفر أو فسق أو بدعة إلا بدليل وبرهان قاطع، وأن تكون المعاملة بين المسلمين على أساس إحسان الظن بهم وستر عيوبهم والعدل والإنصاف في الحكم على الأشخاص أو الأفكار أو الجماعات له قيمة عظمى في الحفاظ على الأخوة الإسلامية.ما هي المشاريع العملية التي قامت بها الرابطة.وقد قامت رابطة خطباء الشام بالعديد من المشروعات منها “مشروع الملتقيات التدريبية لتأهيل وإعداد الخطباء” وذلك ضمن محاور تدريبية للخطباء شملت الجانب الشخصي والجانب المهاري والجانب المجتمعي والجانب المعرفي.وأسست رابطة خطباء الشام مجالس الخطباء في المحافظات السورية تحقيقاً لأحد أهدافها وهو تعزيز التواصل والتنسيق وتبادل الخبرات والمعارف، حيث اجتمعت مجالس الخطباء في كل محافظة، وتمَّ عقد ورش لمناقشة الموضوع وإثرائه للخروج بآليات عملية.وفي النهاية فقد أطلقت رابطة خطباء الشام الموقع الإلكتروني الخاص بها وقد تم تصميم الموقع الذي يتيح مشاركة فعالة للخطباء .كل ذلك هو من مبدأ الأهمية البالغة لذاك المنبر والخطيب الواقف عليه وقد قال علي الطنطاوي رحمه الله: ” لو كان عُشرُ هذه المنابر في أيدي جماعة من الجماعات العاملة المنظمة، لصنعت بها العجائب، فما بالُنا وهي في أيدينا لا نصنع بها شيئاً”.هذا وإن الترابط والتواصل بين الخطباء والدعاة المنتشرين في الأمة الإسلامية في غاية الأهمية، فبذلك يكتمل الصرح الدعوي الكبير، وتنضمّ العقول بعضها إلى بعض، وتتضافر الجهود، وتتوحّد الكلمة.