ترجمة | ضرار الخضر
تستمر القوة الروسية بالسخرية من نفسها، فهي تستخدم قوة طاغية صُنِعت لمحاربة الدول العظمى في مواجهة قوى الثورة السورية التي تستخدم تسليحاً ضعيفاً للغاية بالمقارنة مع القوات الروسية، وها هي تستخدم في سورية طائرات الشبح الأكثر تطوراً المصممة لتجنب شاشات الرادارات رغم أن قوى الثورة السورية لا تملك أي رادار ولا أي نظام دفاع جوي.
يبدو أن موسكو نشرت طائرة مقاتلة متطورة جديدة في قاعدتها الجوية في سورية، فقد أشارت لذلك وسائل الإعلام الروسية وفيديوهات على الانترنت يوم الثلاثاء الماضي، وقال المحللون إن هذه قد تكون محاولة خطرة لكسب الشعبية والخبرة القتالية للطائرة في ميدان صراع هو الأكثر تشابكاً في العالم.
ويأتي ظهور الطائرة في لحظة مشحونة في الحرب المحتدمة منذ سبع سنوات، حيث تزاحمت الطائرات الروسية والأمريكية في السماء السورية واعترضت بعضها بعضاً مراراً، وكذلك الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري التي تدك الغوطة الشرقية رغم احتجاجات الأمم المتحدة، حيث قتل هناك أكثر من 330 شخصاً منذ بدء القصف يوم الثلاثاء، وفقا لبعض التقارير.
ويشكل نشر طائرتي السوخوي 57 اللتين نُشر فيديو لهبوطهما في قاعدة حميميم الجوية المطلة على البحر الأبيض المتوسط علامة فارقة في النظام التقني العسكري الروسي المستخدم في سورية، حيث ميدان الصراع الذي تم استغلاله لإثبات قوة الصواريخ والمروحيات القتالية الروسية.
ورفض كل من الكرملين ووزارة الدفاع التعليق على صحة خبر نشر الطائرات الروسية المقاتلة التي تنتمي إلى الجيل الخامس، والتي مازالت في مرحلة الاختبار، وكانت وكالات الانباء الروسية بما فيها وكالة آر بي سي اليومية نشرت تقارير تقول إن مصادر في وزارة الدفاع أكدت لها وجود الطائرات المتطورة في سورية.
وكان الجيش قد أعلن سابقاً إنه سيبدأ اختبار الطائرات في القتال، وراهنوا عليها كطائرة المستقبل التي تنافس طائرة لوكهيد مارتن إف 22 رابتور التي تستخدمها الولايات المتحدة في دورياتها فوق سورية.
وكان نائب وزير الدفاع الروسي يوري بوريزوف قال: “نحن نشتري طائرات سوخوي 57 للاختبار القتالي، فقد انتهت المرحلة التجريبية الاولى”.
وكانت القوات التي تقودها الولايات المتحدة قتلت وجرحت عشرات المرتزقة الروس وأفراد المليشيات الموالية للأسد بداية شهر شباط، في معركة قرب مدينة دير الزور حيث شوهدت الطائرات الأمريكية الحربية والمسيرة وهي تستهدف المقاتلين الروس الذين يقاتلون مع الحكومة السورية لأول مرة في الحرب.
وعكفت روسيا على استخدام الصراع السوري كميدان لاختبار أحدث أسلحتها، وله الفضل في ارتفاع مبيعات سوق السلاح. ويذكر أن طائرة السوخوي 57 وهي أول طائرة روسية تعمل باستخدام تقنية الشبح قد عانت من زيادة التكلفة والوقت اللازمين لإنتاجها، وقال محللون إنه يمكن أن يكون المنطق التجاري هو السبب وراء نشر الطائرة.
وقال دوغلاس باري كبير الزملاء في معهد الفضاء العالمي الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: “يوجد في فعل هذا بعض المزايا التشغيلية ، لكن عنصر الدعاية حاضر أيضاً”.
ولاحظ دوغلاس أن الاستخدام الناجح للطائرة في سورية قد يهدئ من مخاوف المشترين كالحكومة الهندية.
وليس من الواضح إن كانت الطائرة ستلعب دورا في العمليات اليومية في سورية.
وأضاف باري: “لم نرها تقصف أي شيء ولم نرها تلقي أي شيء”.
أما رسلان بوخوف المحلل العسكري ومدير مركز موسكو للتحليل الاستراتيجي والدراسات في لندن، فقد قال إنه قد يكون من الخطر نشر الطائرة الجديدة في سورية”، وأضاف: ” لو كنت مكان وزير الدفاع ما كنت لأفعل هذا، فلو خسرنا إحدى هذه الطائرات لتسبب لنا ذلك بمشكلات كبيرة، وما الذي سيحدث لو وقعت التقنية في الأيدي الخطأ؟”.
الكاتب: أندريه موث
صحيفة: الغارديان البريطانية
رابط المقال الأصلي:
https://www.theguardian.com/world/2018/feb/22/new-russian-stealth-fighter-spotted-in-syria