منيرة بالوش |
أقام مركز (زمردة) لتمكين المرأة معرضه الأول بمدينة (سلقين) يومي الأحد والإثنين من الأسبوع الماضي، وذلك بعد النزوح من قرية (مرعيان) في جبل الزاوية قبل خمسة أشهر، واستطاع ضمن تلك المدة القياسية، من وقت النزوح إلى إقامة المعرض الأول بسلقين، متابعة أعماله وأنشطته المتنوعة، وتخريج دفعات من النساء المتدربات ومساعدتهنَّ في الحصول على مهنة معينة تمكنهنَّ من العمل والاعتماد على أنفسهنَّ في ظل الظروف المعيشة الصعبة لشريحة واسعة من الأهالي في محافظة إدلب، ولاسيما النساء الأرامل اللواتي لا معيل لهنَّ، ويحملنَ مسؤولية أطفالهنَّ.
التقت صحيفة حبر السيدة (دلال عبد المجيد البش) مديرة مركز (زمردة) التي حدثتنا عن هدف المعرض بقولها: “إن الهدف الأول منه عرض أعمال السيدات ومنتجاتهنَّ ضمن حفل لتخريج عدد من المتدربات الجدد من أهالي سلقين (النازحات والمقيمات) والترويج للسلع والأعمال المعروضة، بحيث تعود فائدتها على أصحابها من النساء وتؤمن لهنَّ دخلاً بسيطًا يعينهنَّ على متطلبات الحياة، ويشجعهنَّ على الاستمرار بالعمل والعطاء.” شهد المعرض إقبالاً كبيرًا من أهالي مدينة سلقين، كونه يفتتح أعماله لأول مرة بعد النزوح.
الناشطة الإعلامية (رنا ملحم) زارت المعرض وأبدت إعجابها بالأعمال الفنية، ولاسيما تصميم الملابس والإكسسوارات والفنون اليدوية الأخرى، وقد حدثتنا عن الجهود المبذولة بقولها: “من الواضح أن النساء بذلنَ جهدًا كبيرًا في المعرض، وبصمتهنَّ واضحة في الأعمال المُقدَّمة، وبفترة لا تتعدى ثلاثة أشهر استطاعوا إنتاج أعمال جميلة ومتقنة بشكل جيد.”
أتت فكرة المعرض، حسب ما أكدته المديرة، للإعلان عن أعمال المركز في مدينة سلقين، حيث يفسح المجال لأكبر عدد من النساء الأخريات الرغبات في تطوير مهاراتهنَّ وتعلم مهن أخرى والدخول إلى سوق العمل والإنتاج، ولاسيما النازحات اللواتي يعانينَ ظروفًا صعبة، وخاصة بعد حاجة النساء للعمل في ظروف الفقر والحرب والنزوح المستمر مع فقدان المعيل لكثير من الأسر، وذلك بتعليمهنَّ مهن متنوعة تشمل (الخياطة، والنسيج، وأعمال الفنون اليدوية، والصوف، والحلاقة النسائية) إلى جانب دورات متخصصة بمهارات الحاسوب والتمريض.
كما يقيم المركز ندوات توعوية أسبوعية للنساء بشكل دائم حول موضوعات متنوعة تهتم بشؤون المرأة والأسرة والمجتمع .
كما نوهت السيدة (دلال) إلى أن “المركز تأسس في بلدة مرعيان عام 2015 ومستمر إلى اليوم رغم النزوح والظروف التي مرَّ بها، وعمل بشكل تطوعي لأكثر من عامين ثم حصل على منح سنوية متقطعة، بعدها انتقل المركز من جبل الزاوية إلى مدينة سلقين منذ أشهر، واستطاع بجهود السيدات أن يفتتح أعماله من جديد وكان المعرض أولى أعماله بعد النزوح.”
وأشارت السيدة (دلال) إلى أن “المركز يقيم دوراته بشكل مستمر، حيث يخرِّج كل ثلاثة أشهر دفعة جديدة من المتدربات يصل عددهنَّ إلى30 امرأة في كل دورة ضمن خمس مجموعات مختلفة (كالخياطة، والتمريض، والأعمال الفنية النسوية)”.
وأكدت أن المركز مدعوم بآلات خياطة حديثة وأقمشة والأدوات اللازمة لمتابعة العمل والإنتاج، استطاع المركز نقلها من قرية (مرعيان) أثناء النزوح إلى مدينة سلقين.
السيدة (أم محمد) أرملة، نازحة من جبل الزاوية، أصبحت بعد وفاة زوجها، وحيدة وغير قادرة على إعالة أطفالها وتأمين متطلباتهم، وجدت بمركز (زمردة) فرصة جيدة تمكنها من تعلم مهنة مناسبة والاعتماد على نفسها في معيشتها، فالتحقت بإحدى دورات المركز المختصة بفئة الأعمال اليدوية والفنون الجميلة، واستطاعت بفترة قصيرة أن تقدم أعمالاً رائعة وبشكل محترف، أمّن لها مردودًا ماديًا جيدًا، وهي اليوم إحدى المّدربات في المركز وتطور خبرتها بشكل مستمر.
(أم محمد) واحدة من نساء كثيرات أثبتنَ أن المرأة السورية قادرة على النجاح في كل الظروف القاسية التي تعيشها سواء في نزوحها أو تهجريها، فهي قادرة على النجاح والعطاء عندما يتم دعمها من المجتمع بشكل جيد.