يعاني القطاع الطبي في المناطق المحررة من مشكلتين أساسيتين الأولى محاولة النظام تدمير المنشآت الطبية واستهداف الأطباء والمشافي التي تحتل المرتبة الأولى بالمؤسسات الأكثر استهدافاً وضرراً في سنوات الثورة، أما المشكلة الثانية فهي قلة الدعم المادي التي تمنع المراكز الطبية من تقديم خدمات أفضل للمدنيين المتأثرين بالحرب جسدياً ونفسياً في ظل ارتفاع سعر الأدوات والآلات الطبية.
وتتفاقم مشكلة قلة الدعم المادي عندما تتوجه أكثر المنظمات للعمل في جانب الإغاثة الغذائية وتتغافل عن الإغاثة الطبية التي تستدعيها الحرب كعامل أساسي لتأمين حياة كريمة للمواطنين.
ورغم معاناة مركز ربيع الشام الطبي في ريف حلب الغربي “قرية ميزناز” من غياب الدعم ما يزال المركز مستمراً في تقديم الخدمات الطبية لعشرات المدنيين الذين يقصدونه يومياً.
ويضم المركز ثلاثة عيادات تخصصية نسائية وداخلية وعيادة سنية بالإضافة إلى قسم إسعاف الضماد وعيادة اللاشمانيا وآفات الجلد، ويعمل في المركز كادر طبي تخصصي بشكل تطوعي ويقدم خدماته مجاناً لسكان القرية والقرى المجاورة لها بتعداد سكاني يبلغ 20000 نسمة وهذا ما يعكس الحاجة الصحية الماسّة للمركز فعالمياً يجب افتتاح مركز طبي على الأقل لكل 10 آلاف نسمة.
الأستاذ مصطفى خالد مدير مركز ربيع الشام الطبي صرّح لصحيفة حبر:” نعمل بشكل تطوعي منذ سنتين ولدينا ثلاث عيادات مجهّزة تقدم خدمات مجانية للمدنيين، العيادة السنية تتقاضى أجراً بسيطاً لأنها تحتاج تجهيزات وأدوات باهظة الثمن وفي ظل غياب الدعم نعجز عن تغطية تكلفتها، لدينا عيادة متنقلة مجانية أقمناها بالتعاون مع منظمة SRD، المركز بحاجة إلى دعم لكي نستمر في تقديم الخدمات المجانية لسكان قرى ميزناز وكفر حلب وكفر نوران بالإضافة إلى بعض المخيمات العشوائية، قدمنا طلباً لمديرية الصحة الحرة لكن ردهم كان خجولاً ولم يقدموا شيئاً، كما تواصلنا مع عدة منظمات منها منظمة الأوسم و سامز ومنظمة معاً للخير وهيومن أبيل وسيريا ريليف ومنظمة شفق وجمعية الأيادي البيضاء لكننا لم نلقَ أي استجابة حتى الآن، ونتواصل مع المراكز الطبية الأخرى ونتبادل الأدوية فيما بيننا لتحقيق شيء من التكامل الطبي والاكتفاء الذاتي لتقديم خدمة أفضل لكن ما يزال المركز يفتقد كثيراً من التجهيزات الفنية والآلات باهظة الثمن.
وتزداد أهمية المركز بسبب عمله في منطقة فقيرة بالمراكز الطبية المشابهة إضافة إلى استهدافه لعدد من المخيمات التي تعاني من أمراض كثيرة ناتجة بشكل رئيسي عن تلوث البيئة مما يفرض على منظمات المجتمع المدني وجمعياته تقديم الدعم المادي لتغطية الكلفة التشغيلية لهذا المركز والمراكز المشابهة وذلك للنهوض بالحياة المدنية على كافة الأصعدة التعليمية والصحية والتنموية بشكل عام.