أحمد زكريا |
على الرغم من القرارات الصادرة من قبل الحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني السوري، الخاصة بمسألة إغلاق المعابر الداخلية بين مناطق سيطرة نظام الأسد ومناطق ميليشيا قوات سورية الديمقراطية وبين المناطق المحررة، إلا أن الخروقات والتجاوزات تبقى دائمًا هي العنوان الأبرز.
وذكرت مصادر محلية من شمال سورية، أنه ليس هناك أي التزام من قبل القائمين على معبر (الحمران) الذي يخضع لسيطرة فصيل (الجبهة الشامية)، لافتين إلى استمرار عمليات الدخول والخروج من المعبر وخاصة للحركة التجارية رغم كل التحذيرات.
وكانت الحكومة السورية المؤقتة، أصدرت في 18 آذار/مارس الماضي، قرارًا يقضي بإغلاق المعابر الداخلية الثلاث (الحمران، وأبو الزندين، وعون الدادات) خشية انتقال فيروس كورونا من مناطق النظام أو ميليشيا (قسد) للمناطق المحررة.
وقال الناشط الإعلامي (باسم الحلبي) لحبر: “إن معبر الحمران ما يزال يعمل، بينما القائمون على معبري (أبو الزندين وعون الدادات) التزموا بقرارات الحكومة المؤقتة”.
وأشار (الحلبي) إلى أنه “لا يوجد لا حسيب ولا رقيب على عمل تلك المعابر كون المتحكم فيها القوة العسكرية”، في رد على سؤال حول سبب خرق المتحكمين بمعبر الحمران للقرارات الصادرة بخصوص الإغلاق.
وقال (الحلبي): ” إن الرادع الوحيد للمتنفذين على المعابر هو الضغط الإعلامي كونها الوسيلة الوحيدة لردعهم، خاصة وأنهم يخشون بشكل كبير من الإعلام”.
ومنذ منتصف شهر نيسان/أبريل الجاري يطالب ناشطون وفعاليات إعلامية وثورية، بضرورة إغلاق ليس فقط المعابر الشرعية التجارية، وإنما أيضا (معابر التهريب)، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة محاسبة ضعاف النفوس الذين لا يهمهم سوى مصالحهم على حساب حياة السوريين.
ولدى التواصل مع الجيش الوطني للوقوف على خلفية ما يجري والسبب وراء خرق معبر الحمران لكل القرارات، رغم المخاوف من تسلل فيروس كورونا للشمال المحرر، قال المتحدث باسم الجيش الوطني الرائد (يوسف حمود) لحبر: ” “نعمل جاهدين بالتواصل مع كافه المفاصل ذات المسؤولية من أجل إيجاد آليات واضحة، تفضي إلى تطبيق كافة القرارات الصادرة عن الحكومة المؤقتة والجيش الوطني”.
وأشار (حمود) إلى أن “ضعاف النفوس يستعلون الأوضاع لتسهيل عمليات التهريب عبر نقاط التهريب، وبالتالي فإن موضوع كورونا هو أخطر ما في الأمر كونه ضرب مناطق النظام، وهناك تكتيم عن عدد الإصابات الحقيقي ومناطق توزعها، بينما للآن كل التحاليل التي أجريت على العينات المشتبهة في المناطق المحررة جاءت سلبية”.
وأعرب الناشط الإعلامي (عمر جيجو) عن استغرابه من استمرار عمل معبر الحمران، مشيرًا إلى أن كل القرارات تشير إلى إغلاق المعابر ووقف عمليات التهريب، وأضاف (جيجو) “يجب تسليط الضوء على عمليات التهريب، وإجبار قادات الفيالق بالجيش الوطني على متابعة الموضوع بشكل كبير جدًا وتحميلهم مسؤولية أي انتقال للفيروس، ومن يقوم بهذا العمل هم أقرب للفاسدين كون المحرر لا يوجد به فيروس كورونا”.
وأشار (جيجو) إلى أن “عمليات التهريب تتم في منطقة السكرية (شرق حلب)، والمناطق الواصلة لنبل والزهراء، والمناطق الواصلة مع ميليشيا (قسد)” مشيرًا إلى أن “عملية التهريب لبعض الأشخاص تصل لمبلغ مليون ليرة سورية، بالإضافة إلى إدخال مواد تجارية مقابل لقاء مادي”.
وأوضح المسؤول الإعلامي في الفيلق الثالث لصحيفة حبر أن المعبر مغلق أمام الحركة التجارية لكن المحروقات تدخل منه بآلية محددة وهي ضخ المحروقات من صهريج موجود في مناطق سيطرة قسد إلى صهريج موجود في المناطق المحررة عبر خرطوم طوله 200 متر وأكد أن المعبر مغلق بشكل كامل ولا تدخل منه إلا المحروقات عبر الطريقة المذكورة.
يشار إلى أن معبر (الحمران) يفصل بين مناطق سيطرة ميليشيا قسد والمناطق المحررة، ويقع بريف مدينة منبج الغربي، كما أن معبر (أبو الزندين) يفصل بين مناطق سيطرة نظام الأسد والمناطق المحررة شرقي مدينة الباب، إضافة إلى معبر (عون الدادات) الذي يقع جنوبي جرابلس، ويفصل بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة ميليشيا (قسد) بريف جرابلس الجنوبي.