ريم عبد السلام |
أعلنت مؤسسة (قيم الثقافية) افتتاح (رقيم) وهو أول مقهى ثقافي في الشمال السوري في مدينة الباب شرق حلب.
ويضم المقهى مكتبة واسعة تشمل مؤلفات وكتبًا في مختلف المجالات، بالإضافة إلى خدمات أخرى كتوفير الإنترنت للبحث الإلكتروني، وتخصيص أماكن هادئة للمطالعة وأخرى للمناقشات، والندوات الثقافية التي يمكن أن تروي ظمأ الشبان للمعرفة والقراءة لا سيما طلاب الجامعات.
(صحيفة حبر) زارت مقهى (رقيم) والتقت مديرة المشروع الآنسة (ماوية شلار) التي تحدثت لنا عن أهمية المشروع وأهدافه والكتب التي يحويها.
تقول السيدة (ماوية): “إن مقهى رقيم للمطالعة يهدف بالدرجة الأولى إلى زيادة الوعي الثقافي من خلال استعادة علاقة الإنسان بالكتاب، وتوفير مساحات للطلبة والمثقفين والباحثين من مختلف الشرائح وكافة الأعمار، كما يتيح المكان مساحة خاصة بالنساء للمطالعة والمناقشة والبحث، ويوفر لهم خصوصية وارتياحًا أكبر.”
وعن الكتب المتوفرة في المقهى أوضحت السيدة (ماوية): “الكتب التي اخترناها تلبي مختلف الأذواق وتناسب كافة الشرائح، حيث تضم المكتبة كتبًا علمية، وأدبية، وشرعية، وسياسية، وروايات، وقصص أطفال وغيرها.”
ونوهت مديرة المشروع في معرض حديثها لصحيفة حبر، إلى أن الإقبال على المقهى جيداً وليس ممتازًا، والسبب في ذلك يعود إلى غلبة الحياة المادية على المجتمع في الوضع الراهن.
وأشارت إلى وجود إقبال كبير لفئة الشباب، لا سيما الجامعيين منهم ممَّن يريدون الاستزادة من المعارف والاستفادة من الكتب في أبحاثهم الجامعية، حيث يجدون في المكان من يصغي إليهم ويحاورهم، ويعبِّرون عن آرائهم وأفكارهم دون قيود أو حدود.
وعن المعوقات التي واجهت قيام المشروع، قالت السيدة (ماوية): “لقد وجدنا صعوبة في الحصول على المزيد من الكتب لإثراء المكتبة، كذلك ضيق الوقت لهذا العمل بالنسبة إلى فئات المجتمع بسبب طبيعة الحياة المادية في المنطقة، وبُعد المجتمع عن ثقافة الكتاب، وظهور الهواتف النقالة التي حلت بديلاً عن الكتب الورقية. “
وأضافت أن “المؤسسة تعمل على التشبيك مع كافة المنظمات سواء كانت حكومية أو غير حكومية، خاصة أو عامة، كذلك المدارس والفعاليات الثقافية والمنظمات الموجودة ضمن مدينة (الباب) وما حولها؛ بهدف تطوير العمل ودور المقهى في الداخل السوري.”
وفي إطار جولتنا داخل المقهى، تحدث إلينا الأستاذ (عبد الجليل عثمان) أحد رواد المقهى الثقافي، حيث قال: “إن مقهى (رقيم) أول مشروع ثقافي يحاكي واقع الشباب، ويفتح باب الثقافة المعاصرة على مصراعيه لاحتوائه كتبًا متنوعة تخدم مختلف فئات المجتمع، ولكن بما أن المشروع مايزال حديث العهد، فإنه بحاجة إلى المزيد من الكتب لإثرائه.”
وأضاف السيد (عثمان): “أعجبني المناخ الثقافي الذي يوفره المكان للقراء، فهو يضم أماكن خاصة للقراءة الفردية، وأخرى للجماعية والمناقشات، كما يضم أماكن مخصصة للنساء والأطفال، وأحاول هنا أن أمارس هواياتي في المطالعة والبحث ونهل المعرفة.”
وأشار إلى أن المشروع بحاجة إلى دعم من كافة الفئات الاجتماعية والثقافية والسياسية لتحقيق أهدافه التي تصب في هدف الثورة.
يُذكر أن مناطق الشمال السوري تفتقر لهذا النوع من المشاريع الثقافية الهادفة، التي يحتاجها المجتمع لتعزيز قيمة العلم والتعلم لدى الشباب خاصة، وتوجيهه نحو مسار ثقافي هادف للقيام بالنهضة الفكرية.