لاشيء في الدنيا يوازي حالة الرضا التي تعتريك عندما تسلم أمورك الدنيوية لله عزوجل ، وتتوكل عليه ، وتشكره حين الفقر والغنى ، والصحة والمرض ، والعسر واليسر . فأقناع نفسك بأن ماأنت عليه هو الأفضل لك مهما كان وضعك سيء بنظرك فتلك حرب ضروس تدار بداخلك . فالله خلقك ليس ليعذبك وهو قادر ولكن لتحق لك الجنة وتكأفىء بالمغفرة والعطايا ، فالولد المشاكس يكسبك الحسنات حين الصبر على أفعاله ، والزوجة المعاندة أو الزوج الغاضب دائما إنما هو أو هي بئر لأستخراج الحسنات دون البحث عنها خارج أبواب المنزل أو التصدق أو الجهاد فالحظ كل الحظ لمن كان مصدر حسناته قريب منه . لست عالم دين ولست ملم بأمور وتعاليم الأسلام وأعلم بأني مقصر ولكني واقف على باب الغفور الرحيم
ولكن تجربة الحياة تجرية قاسية جدا وخاصة في أيامنا هذه وتحتاج بصيرة نافذة وفهم سقراطي للأحداث الجارية ، لأنك أن نظرت للأمور بميزان العقل البشري الضيق لأستسلمت للاشيء ولزلت قدماك في العدم ولشككت بخالقك ولوطأت أرض الكفر دون أن تدري.
ولكن هناك أمور تترك لله جاعلها كأمور الحرب ، والأمراض المستعصية ، وتفاوت مستوى المعيشة بين الدول ، وكثرت الموحدين خلف قضبان السجون ، وأستعلاء الباطل على الحق ، وتباهي الفاجر بأفعاله دون أن يعاقب وأنت تشعر بداخلك بأن ذكائه مفرط وعلم كيف تُأخذ الدنيا ، ووووو….
فهذه الأمور مردها لله عزوجل هو الخالق لكل شيء ، والمقدر لما كان ويكون ، وحكمته لاتدركها عقول كل البشر ، ومحبته لنا فوق أحتمال قلوب كل البشر . فأسلم تسلم !!! أسلم دنياك وأمورك وقلبك وأنفاسك ولسانك لله ؟؟؟ تسلم من عقابه وغضبه وتكن من السعداء الراضين المرضيين دنيا وأخرة .
وتذكر عزيزي القارىء إنما أنت تحت أنظار الله في كل تصرفاتك ، فدع الخلق للخالق ، وكن بشارة خير إينما حللت ، ولتكن أبتسامتك رسالة محبة لكل البشر مهما أختلفت ديانتهم وألوانهم وطباعهم .
فالشخص المسيحي أو اليهودي أو البوذي أو مهما كانت ديانته هو شريكك على هذه الأرض والله خلقنا جميعا لنحيا بسلام فتعاون مع ذلك الشخص لتحسين ظروف الحياة وأمدد يدك له ولتدع قناعاته بالله جانبا فكل أنسان يحاسب لوحده .
رمضان مبارك عليكم جميعا أحبتي ، وأنزل الله سكينته على قلوبكم وبارك لكم في أعطاكم وعوضكم خيرا عما فقدتم .