طالب سواس
طلب الأخ الأستاذ أحمد دعدوش ممن يعلم حال ريان مشعل، أن يشرح للناس كيف انشق ريان عن ثورته والتحق بتنظيم مجرم وحشي لا يختلف عن النظام الذي ثار عليه وهو “شاب لطيف”؟ أقول رأيي وما كنت ناوياً أن أقول: إنني عرفت ريان أولاً في 2012 عبر سكايب، هو في حلب وأنا في تركيا.
(أول لقاء): التقينا لأول مرة، في مقر إحدى القنوات الفضائية، تفاجأت في اللقاء بأمرين:
1- جدّيّته وجفافه “لم يلتفت إلي ولا إلى مزاحي، وكأنه لا يعرفني ولم نتعامل شهوراً من قبل”
2- أسلوبه اللطيف في الكلام! وحينها عزوت جفافه وجدّيته إلى ظروف أهل سورية…
(المعاشرة… والاستعلاء): في العام 2013 أقمت مع شباب شبكة حلب نيوز في المنطقة الصناعية بحلب، وعاشرته وجهاً لوجه، في المنشط والمكره، فأيقنت أنه ذو همة ونشاط، وملم بمهنة الإعلام، وصاحب قضية .. لكن أدركت تماماً أن في داخل ريان عُجباً، واستعلاءً خفياً، فهو يفرض مسافات بينه وبين زملائه، ولا يعد نفسه واحداً مثلهم، يتصرف وكأنه ليس ضمن فريق، وكثيراً ما يتجاوز المدير ويتقمص دوره، حتى إنه كان يخرق بعض السياسة المتفق عليها عمداً، ويسبب إحراجاً لزملائه في الشبكة، غير مكترث بآراء الآخرين، ولقد استخدم في التحرير عبارات من طراز “أبطال الدولة الإسلامية …”، وكان سبباً في اتهام “حلب نيوز” بالدعشنة، وخسرت الشبكة بسببه بعض تمويلها …
(نموذج): وحتى لا يبدو وصفي تهمة، أذكر مثالاً للإعجاب بالنفس عنده: حين كنا نقوم لنصلي جماعةً يتقدم ريان إلى الأمام، ويصلي فينا إماماً دون أن يلتفت ويقدّم أحداً، أو يعرض على أحد أن يتقدم، رغم وجود من هو أكبر منه وأكثر منه علماً في الفقه والتجويد!
(قسوة في القلب): إضافة إلى العجب، تبدو علامات قسوة القلب في مواقفه، فهو يؤيد العنف في التعامل مع الخصوم، ويستهجن الشفقة أو التسامح معهم، هذه حقيقة وليست تهمة، ولمن أراد دليلاً فليرجع إلى حلقة “الجيش السوري وأهدافه وأثره على الناس” من برنامج ثورة 3 نجوم، عند الدقيقة 20.25 جزء من حوار عبد الوهاب ملا مع ريان، حيث كان يعترض ريان على عبد الوهاب لدفاعه عن العساكر المغلوبين على أمرهم، فعبد الوهاب يطلب عدم التسرع في ذبحهم وريان يخالفه، حتى قال عبد الوهاب لريان متعجباً: إذا قلنا امسكوا العسكري وتعاملوا معه بإنسانية فيا خلل شرعي؟!!
(استعلاء + قسوة قلب = ضعف بصيرة): إعجاب بالنفس واستعلاء وقسوة قلب أدت إلى احتقار المحيط الثوري، ووجدت ضالتها في الأقوى، الذي يَغلِب الجميع ولا يُغلَب، وإذا قاتل لم يرض إلا أن يموت أو يميت، إنه تنظيم الدولة! الذي يستهوي من كان عنيداً أو جهولاً أو مستعلياً أو لئيماً…!
(الانشقاق… والضلال): تقرب ريان من التنظيم في حلب، وأقام علاقات مع بعض شخصياته، وكان يداريهم ويراعي طباعهم ويغض الطرف عن تجاوزاتهم، باعتبارهم “مجاهدين مخلصين”! أعلن الثوار قتال داعش بعدما نفد صبرهم على بغيها وإفسادها، وطردوها من حلب، فاختفى ريان خلال المعركة، وبعد فترة صار في مدينة الباب التي سيطر عليها التنظيم، وبذلك يكون ريان انشق عن ثورته واستهجن قضيتها، وانشق عن شبكته التي ساهم بها وساهمت به، وقطع صلاته بكل زملائه في الثورة، باستثناء الذين وجد فيهم قابلية للالتحاق بداعش، وقد راسلته مرة لتصفية حسابات تجارية فلم يتفاعل وأحالني إلى شخص.
(أثر ريان في استدراج الإعلاميين): بعدما صار ريان في معسكر العدو، وصار يغطي المعركة من الطرف الآخر، لم يعد يتواصل مع “دار العدو وجماعة المرتدين”، اللهم إلا بعض الشباب الإعلاميين الذين لمس فيهم رغبة في الانضمام إلى التنظيم، حيث راح يرغبهم ويشجعهم على المجيء، يعرض على بعضهم العمل والراتب واللابتوب والاستقرار و …، وقد نجح في استقطاب مجموعة من زملائه السابقين المعجبين به!
(هل له علاقة بخطف الإعلامي عبد الوهاب ملا؟): ليس صحيحاً أنه وشى بعبد الوهاب ملا، بل سعى في البداية للإفراج عنه، وذهب بنفسه إلى مقر التنظيم في حلب، وسألهم عنه، فأنكر بواب السجن أن يكون معتقلاً عندهم، وروى ريان لزملائه بأن صاحب السجن أقسم يميناً أن عبد الوهاب ليس عندهم، فرفع عبد الوهاب صوته من داخل السجن وصار يؤذن، وسمعه ريان بأذنه وروى ذلك لزملائه، ويومها استنكر ريان هذا السلوك من جماعة التنظيم …
(شاهد على الظلم!): كان ريان يعلم بطش التنظيم جيداً، وقد سمعته بأذني يقول إما لعبد الوهاب أو لأحد زملائه: “عبتلعب بالنار”، لأنه ينتقد سلوكيات التنظيم، محذراً له من الاعتقال!
(السؤال والتعجب): كيف يبايع ريان تنظيماً هو شاهد على ظلمه؟ كيف يرضى ريان أن يكون عضواً مؤسساً في وكالة أعماق، وزميله في شبكة حلب نيوز يقبع في سجون التنظيم مظلوماً بلا محاكمة؟! ذلك أمر يحكم فيه الله يوم القيامة … من كان في قلبه إعجاب وكبر، حُرِم سلامة النظر! {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}
(ريان لطيف): لطيف مع من يأتيه طالباً من علمه، معجباً بتجربته، لطيف بمن يقول له: علمني من علمك. وأما الأنداد فيتحاشاهم، وليس اللطف عاصماً من الفتنة، فاللطف في الحديث سببه البيئة والنشأة، واللطافة لا تكفي، فالمؤمن يوصف بأنه هين لين سهل، يألف ويؤلف، موطأ الكنف، رحيم بالمؤمنين …
(شهادة لله): عاملت ريان بالبيع والشراء، وكان يشتري مني معدات مقاهي الإنترنت بالدين والنقد، وكان صاغاً حقانياً معي، لم يترك لي في ذمته شيء! أسأل الله أن يغفر له، وأن يجعل في قصته عبرة لغيره … كم توقعت أن يتغير موقفه من التنظيم ويتركه ويسافر إلى تركيا بعد زواجه، لكن قدر الله أن يقتل مبايعاً أعتى التنظيمات المخابراتية في التاريخ!