أحمد الأحمد |
إن وجود الجبال والهضاب المنتشرة في محافظة إدلب خاصة في المناطق الغربية لإدلب جعلها مكاناً خصباً لنمو النباتات البرية وأبرزها شُجيرة السماق.
يعتبر السماق من المحاصيل الأساسية للمناطق الممتدة من جبل الزاوية إلى جسر الشغور غرباً، وتتركز زراعة هذه الشجيرة في مدينتي حارم وسلقين نتيجة كثرة الأراضي غير القابلة للزراعة، وتعتبر هذه الشجرة من الفصيلة البطمية التي تضم أشجار الفستق الحلبي والكاجو والبطم، إلا أنها بخلاف معظم أعضاء هذه العائلة، إذ تحمل أزهاراً مزدوجة الجنس، ما يجعل الشجرة ذاتها منفصلة الجنس، وتحوي براعمها أعضاءً ذكرية وأنثوية في الوقت ذاته، وتنمو ثمارها الحمراء المكسوة بالفراء على شكل عناقيد.
(مضر السعد) أحد أبناء بلدة (اسقاط) التابعة لمدينة سلقين تحدث لحبر عن طبيعة زراعة هذه الشجرة بالقول: “إن شجرة السماق تعتبر من الأشجار الحراجية البرية التي تنمو في المناطق الجبلية والترب الكلسية، إلا أن المدنيين عمدوا إلى زراعتها في الأراضي التي لا يمكن زراعتها، إذ إن شجرة السماق تُزرع في الأماكن التي لا يمكن لغيرها من الأشجار أن تعيش فيها، فضلاً عن أنها شجرة مفيدة ولا تحتاج لأي رعاية”.
تنضج محاصيل السماق ويبدأ قطافها في الفترة بين منتصف تموز إلى نهاية شهر أيلول من كل عام، حيث تصبغ عناقيدها باللون الأحمر القاني، ويتراوح إنتاج الشجرة الواحدة بين 2 إلى 4 كيلو غرام من السماق، ويتم استخراج حبوب السماق بطرق مختلفة أبرزها الطريقة القديمة التي ما تزال مستخدمة لدى الكثير، ويكون ذلك عبر نشر عناقيد السماق لتتعرض لأشعة الشمس لعدة أيام، ويتم جمعها وضربها بالعصي لتخرج الحبوب من العنقود، ويتم نقلها إلى غربال خاص لفصل القسور عن اللب.
وتتراوح الفائدة الاقتصادية في الموسم من منطقة لأخرى حسب الاهتمام به، وحتى من شخص لآخر حسب عدد الأشجار التي يمتلكها الشخص سواء البرية أو التي تم تشجيرها، والسماق موسم مهم في بعض المناطق ولدى بعض المزارعين.
(محمود العلي) أحد تجار الحبوب في مدينة سلقين اعتبر أن السماق من المواسم المهمة في المدينة، كونه يدخل في صنف التوابل والبهارات وليس الأشجار المثمرة، ويكون الطلب عليه أكبر وأسعاره أعلى، حيث يختلف سعر الكيلو غرام حسب الطلب، ويبلغ هذا العام قرابة 600 ليرة سورية، مضيفاً أن سوق السماق تأثر في السنوات الماضية نتيجة ضعف التصدير إلى الخارج.
أما عن أنواع السماق فيكمل العلي بقوله: “للسماق أنواع عدة أبرزها: سماق الدباغين، والسماق القطني، والسماق الثلاثي الأجزاء، والسماق الحلو، والسماق السام.”
أشجار السماق تأثرت بدورها من الحرب الدائرة في سورية كما باقي الأشجار الحراجية، وذلك نتيجة قيام بعض المدنيين بقطع هذه الأشجار للتدفئة نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات، والفلتان الأمني في المناطق المحررة، حيث يبلغ عدد أشجار السماق في المناطق المحررة قرابة 8 آلاف شجرة تم زراعتها من قبل الأهالي وذلك حسب الدكتور (خالد الحسن) مدير زراعة إدلب في الحكومة المؤقتة.
استخدامات السماق وفوائده
طعم الحموضة الذي تتحويه بذور السماق جعله أحد المنكهات الرئيسة للأطعمة، كما دخل السماق سوق الصناعة عن طريق صناعة الزعتر الذي يعتبر السماق أحد مكوناته الرئيسة فضلاً عن دباغة الجلود والصباغة وذلك لوجود كميات كبيرة من المواد العفصية الدابغة فيه.
كما يوجد لنبات السماق استخدامات طبية عدة استخدمت منذ القدم ومازالت حتى الآن، أبرزها القضاء على الفطريات التي تغزو السطح الخارجي لجلد الإنسان وعلاج التهاب اللثة والحروق، كما يحوي السماق على حمض الجاليك الذي يعتبر من المضادات الحيوية للعديد من الأمراض البكتيرية.