عمار العلي |
نتيجة الحملة الشرسة التي قام بها النظام والميليشيات الموالية له على مناطق إدلب وحماة وريفهما وهروب الناس من القصف، انتشرت المخيمات بشكل كبير نظرًا لوجود أعداد ضخمة من النازحين، حيث أقيمت الكثير من المخيمات العشوائية في المناطق الحدودية التي كانت الملجأ الوحيد للنازحين الفارين من القصف والقتل، وبُني الكثير منها في العراء وفي أماكن غير مجهزة للسكن، وتفتقر إلى أبسط الخدمات والمقومات الأساسية للحياة.
ومن هذه المخيمات مخيم (الجبل الشرقي) الواقع بالقرب من مدينة (كفر تخاريم) الذي يقطنه ما يقرب من ١٦٨ عائلة من مناطق متفرقة من سورية.
يفتقر المخيم إلى الكثير من الخدمات منها: عدم وجود صرف صحي، والاكتظاظ بالسكان نظرًا للمساحة الصغيرة والعدد الكبير من الأفراد، وانتشار القمامة بشكل كبير بجانب المخيم، وهذا الأمر الأخير مشكلة كبيرة تحتاج معالجة كون القمامة بؤرة للكثير من الأمراض خاصة في فصل الصيف نتيجة ظهور الكثير من الحشرات وخصوصًا الذباب المسبب لمرض اللاشمانيا والكثير من الأمراض الأخرى.
كما يحتاج هذا المخيم مدرسة للأطفال من أجل الحصول على التعليم الذي حرموا منه في ظل النزوح.
وللحديث أكثر عن وضع المخيم التقت صحيفة حبر مع الأستاذ (أبو عمر صواف) مدير مخيم الجبل الشرقي الذي قال: “يوجد في المخيم ما يقرب من ١٦٨ عائلة من مناطق متفرقة، وفيه عدد كبير من الأفراد في منطقة صغيرة، حيث إن الخيم قريبة جدًا من بعضها البعض، وكذلك عدم وجود صرف صحي في المخيم وانتشار القمامة بشكل كبير بجانبه، وهذا الأمر ممكن أن يؤدي إلى انتشار أوبئة وأمراض معدية خطيرة، كما أنه لا يوجد في المخيم مدرسة فحُرِم الأطفال من أبسط حقوقهم وهو التعليم.”
وأضاف: “لم يتم إلى الآن تبني المخيم من أي جهة داعمة، حيث يقتصر الأمر على بعض المساعدات التي تكون كل شهرين أو ثلاثة أشهر، ويوجد عدد من الخيم التالفة والمتضررة التي تحتاج استبدالًا. المخيم منسي بكل ما تعنيه الكلمة، وأهل المخيم عانوا كثيرًا في الشتاء المنصرم بسبب الفقر والحاجة .”
وعند زيارتنا للمخيم، تبين لنا أنه قريب من مكان رمي وحرق النفايات، وهذا يسبب الكثير من المشكلات الصحية للقاطنين.
وفي حديث آخر لصحيفة حبر مع الأستاذ (حسان جبس) مدير المجلس المحلي لمدينة كفرتخاريم، قال: “يقوم المجلس بالتعاون مع منظمات أخرى لتأمين السلال الإغاثية لأهل المخيم، ونقوم بترحيل النفايات ضمن خطة وتأمين مراكز حمامات والعمل على تطهير المخيم ورش المبيدات الحشرية ومحاولة تأمين بعض المستلزمات الطبية للأهل، ونعمل على حل مشكلة التعليم في محاولة لإنشاء مدرسة للأطفال.”
مخيم (الجبل الشرقي) ليس المخيم الوحيد الذي يعاني نقصًا الخدمات الصحية والإغاثية وعدم وجود تعليم للأطفال، بل يوجد الكثير من المخيمات العشوائية التي تفتقر إلى أبسط الاحتياجات، وهذا يحتم على المنظمات الخيرية السعي الحثيث لمساعدة النازحين والوقوف معهم في هذه الأوضاع المتردية، خاصة في شهر رمضان المبارك.