تحقيق : بيبرس الأرمنازيتقوم بعض المؤسسات الإغاثية والجمعيات الخيرية والأمم المتحدة مشكورةً بتقديم مواد إغاثية لمعظم العائلات السورية الصامدة في الداخل المحرر، وبنسب متفاوتة من قبل الجمعيات الأخرى، وتكون معظم هذه المواد عبارة عن مواد غذائية و ألبسة ومنظفات منزلية وأدوية ومواد إسعافيه، إضافة إلى المواد الخاصة بالأطفال، وتعتمد معظم العائلات الفقيرة في المناطق المحررة على هذه المواد وتنتظرها بفارغ الصبر، لتأكل منها و تستفيد من البقية، وقد كان لهذه المواد الدور الكبير في صمود هذه العائلات.يقول أحد المواطنين: هناك مواد غذائية لا نستفيد منها كثيراً مثل “المعكرونة والبرغل الخشن والعدس البلدي” لماذا لا يستبدلون بها مواد أخرى كالسمن وزيت الزيتون؟ويقول آخر: إنَّ بعض أنواع الأغذية حرام ثمنه مثل الشاي التي لا تشبه الشاي إلَّا بالشكل، والأرز الطويل الذي لا يُأكل والفاصولياء البيضاء التي تحتاج إلى ربع جرة غاز لكي تطهى.بالفعل هناك بعض الأنواع من المواد الغذائية التي لا تستفيد منها كثيراً معظم العائلات، وهي التي تتكرر دائماً وتُقدَّم بكمية كبيرة نسبياَ، كالمعكرونة والبرغل الخشن والأرز الطويل والعدس، فكلها لا يستفاد منها كثيراً ممَّا يدفع الكثير من العوائل إلى بيع هذه المواد للتُّجار بأبخس الأثمان، وتبديلها بمواد غذائية أخرى.حتى وصل سعر هذه المواد للكيلو غرام الواحد كالمعكرونة إلى (30) ل.س، والأرز الطويل ( 45) ل.س، و العدس والبرغل (50) ل.س، ، وعلبة الحمص المسلوق (25) ل.س، وعلبة دبس البندورة (50) ل.س، وعلبة التمر(50) أمَّا الفاصولياء البيضاء فلا يشتريها أحد، فإذا قارنا سعر مبيع هذه المواد بسعرها الأساسي، فإنَّنا سنرى فرقاً كبيراً يستغله تجَّار المواد الغذائية نتيجة جشعهم، وكثرة العرض، وقلة الطلب، و حاجة العائلات الفقيرة إلى باقي المواد الغذائية، حيث تبيع بعض العائلات معونتها الشهرية لتشتري مواد أخرى هي بأمس الحاجة إليها كالشاي والسمن وزيت الزيتون وغيرها من المواد الضرورية، وتخسرُ بتصرفها هذا القيمة الأساسية لهذه المواد، وتصل تكلفة سلة المعونة الغذائية إلى (100) دولار أي ما قيمته (25500) ل.س وتباع هذه السلة للتجار بمبلغ (6000) ل.س عندئذٍ تخسر العائلة مبلغ (19500) ل.س أي ثلاثة أرباع المبلغ الأساسي ويستفيد منها التاجر ويزداد غنًى .قامت (صحيفة حبر الاسبوعية) بزيارةإلى مكتب الإغاثة الرئيسي في حلب، والتقت مع رئيس المكتب براء أبو صالحيقول بعض الناس: إنَّ هناك سلالًا غذائية جيدة، وأخرى سيئة، فما هو السبب؟ ويقول آخر: هناك بعض الأنواع من الأغذية رديئة كالسمك والشاي فما هو السبب؟ ولماذا لا يكون في السلة الإغاثية مواد أخرى كالحلاوة والطحينة والشاي الصالحة للشرب؟ وهل تستطيعون تبديل المواد المتكررة كالمعكرونة بمواد نستفيد منها أكثر؟أولاً: يتم تحديد المواد الغذائية في الحصة على معايير عالمية ودراسة لواقع المنطقة ومن خلال ذلك تعتمد المواد التي يجب تقديمها للناس في المنطقة المستهدفة.أمَّا بالنسبة إلى اختلاف نوعية السلة من مكان إلى آخر، فذلك يكون حسب سياسة المنظمة، فبعض المنظمات هدفها كفاية العائلة، فتكون الحصة جيدة، أمَّا بعض المنظمات الأخرى هدفها يكون التوزيع لأكبر عدد من الناس، وذلك يكون على حساب النوع، أمَّا بالنسبة إلى جودة بعض المواد فربما تفسد بسبب سوء التخزين والتحميل، أمَّا بالنسبة إلى تبديل بعض المواد بأخرى، حالياً لا نستطيع تبديل المواد لأنَّ العقد مع الأمم المتحدة سارٍ لمدة ستة أشهر، لكن من الممكن اقتراح تعديل بعض المواد بعد انقضاء تلك المدة، أمَّا بالنسبة إلى منظمة أطباء بلا حدود فهناك مرونة أكثر في العمل بالنسبة إلى تبديل نوع المواد حسب الحاجة البشرية، إنَّ المواد التي تقدم إلى مدينة حلب يتم شراء معظمها من تركيا، و بالنسبة إلى الشاي فهو السائد في تركيا، ولقد أُثبت أنَّها نوع رديء جداً، لكن في الفترة الأخيرة أصبحنا نركز أكثر على النوع بدل الكم، وذلك بتوضيح نوع المواد للداعمين من حيث الحجم للحصة الغذائية التي تقدم، والتي يصل وزنها إلى حوالي ثمانين كيلو جرام.وأخيرا وبعد كل هذه اللقاءات هل ستحل هذه المشكلة قريباً؟ علما أنه يجب ألَّا ننسى أنَّ حاجة العائلات لهذه المواد حاجة ملحة، ويجب النظر إليها بعين الاعتبار، فالمواد الأخرى التي لا توجد في السلال الإغاثية أيضاً ضرورية و يمكن أن تُحدث توازنًا بين تلك المواد الغذائية التي سوف تقدم بالمستقبل، ونتمنى أن يأخذ المسؤولون كلامَنا على مَحمل الجدِّ، ليحاولوا إقناع الجهات المتبرعة والمؤسسات الداعمة بتبديل تلك المواد وتنويعها، بحسب الحاجة إليها بما يخدم العائلة، و بحسب الفصل من السنة ليُستفاد منها إلى أقصى حدٍ.