عبد القادر العبدو |
شهدت منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي قصفًا صاروخيًا بعد العودة النسبية للأهالي، ممَّا زاد من سوء الأوضاع الإنسانية التي تعاني منها المنطقة في ظل الخوف من نزوح جديد خلال شتاء هذا العام.
وبحسب (أحمد المحمود) رئيس المجلس المحلي لقرية (احسم) حول عودة اللاجئين، قال: “عاد إلى جبل الزاوية في الفترة الأخيرة ما يقارب 12500 عائلة، أي ما يقارب 65ألف نسمة، موزعين على26 قرية محررة، بنسب متفاوتة لعودة كل أهالي القرية أو بعضهم، بحسب قُربها أو بُعدها عن خط التماس مع قوات النظام.”
أوضاع خدمية وصحية صعبة
ويعاني العائدون إلى جبل الزاوية من أوضاع خدمية غاية في الصعوبة على كل الأصعدة، بسبب ارتفاع نسبة البطالة وتدمير أغلب المنشآت الخدمية والصحية، وانسحاب المنظمات الإنسانية منها بسبب التصعيد العسكري على المنطقة من قِبل قوات النظام وروسيا.
حيث أفاد (أحمد الرحمون) مُدرّس في جبل الزاوية: “الوضع مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا سيَّما على الصعيد الصحي، حيث شهدنا موت أكثر من حالة مرضية بسبب بعد المراكز الصحية عن منطقتنا المحررة، التي تشتكي من غياب المعدات والأدوية اللازمة، التي عادةً ما يكون من المستحيل أو الصعب على الأقل الحصول عليها”.
عشرات القرى ونقطة طبية واحدة
وتوجد نقطة طبية واحدة تخدّم الأهالي في جبل الزاوية مع ازدياد عددهم في موسم قطاف الزيتون.
وعن وضع النقطة الطبية يحدثنا مديرها (نزار خطيب) قائلاً: “النقطة الطبية بكامل كادرها وموجوداتها هي بشكل تطوعي قائمة على تبرعات أهل الخير، ولا تتبع لأي منظمة أو جهة، أُحدثت بسبب الحاجة الماسة إليها، كون المنطقة لا يوجد فيها أي خدمة صحية أخرى أبدًا، حتى على صعيد الصيدليات الفردية، كون كل المشافي والمستوصفات دُمرت أو أُخرجت عن الخدمة بسبب القصف الممنهج عليها، ولم تقم أي منظمة بدعم أو تبني أي نقطة صحية بمنطقتنا، متذرعين بأن المنطقة غير مستقرة أمنيًا”.
وأضاف (محمود حلاق) مُسعف في الدفاع المدني قائلاً: “إن أكثر صعوبة نواجهها في عملنا، نقل المصابين أو المرضى الذين نستجيب لهم إلى المراكز الصحية، التي تبعد عنَّا أقربها 25 كم، ما يعرّض حياة المريض لمزيد من الخطر، بسبب بعد المسافة، وبالتالي التأخر بإعطاء المريض الخدمة الطبية اللازمة”.
مناشدات مستمرة
مايزال الأهالي والعاملون في القطاع الصحي في جبل الزاوية يناشدون المنظمات الصحية والمعنيين في الأمر، للعمل على إنشاء أو دعم أي مركز أو نقطة صحية تكون قريبة جغرافيًا لقرى الجبل، لتقديم الخدمات الطبية، كون المنطقة ماتزال تشهد حالات إصابة متكررة بسبب القصف المتقطع عليها، والألغام الموجودة فيها، للحفاظ قدر المستطاع على حياة المدنيين الموجودين فيها.
والجدير بالذكر أن انتشار الإصابات بفيروس كورونا سبب ضغطًا كبيرًا على مشافي المحرر، ممَّا ينذر بوقوع كارثة كبرى بحق ملايين الناس، كما أن قوات النظام وروسيا ماتزال تقصف قرى وبلدات جبل الزاوية، ولاسيما محور (البارة_كنصفرة) وتوقع خسائر بشرية في صفوف الأهالي المتشبثين بالأرض.