بقلم : تسنيم حلب”كرسي الرئاسة” منصب فصل على حجمه ،و دستور عدل على قياسه ،كي يناسبه و يناسب تطلعاته و آماله التي ظن أغلبية الشعب بأنها سوف تكون نقطة البداية نحو المستقبل المزهر . وبسياسة لا مثيل لها تسلم حكم البلاد معتمداً على أرضية مميزة في سياسته التي انتهجها ، فبدأ أولاً بإعمارها و إصدار القوانين و الاصلاحات التي قيل بأنها سوف تجعل من بلدنا بلد العلم و التطور ،و بطرفة عين قلبت الأمور رأساً على عقب بطريقة لم يكن لأحد أن يتوقعها ،حيث بدأت هذه السياسة تتغير بمجرد صرخة حرية من قبل أطفال صغار ،لتتطور الأمور بعد ذلك و تبدأ ليس “مسلسل ” بل “رواية المؤامرة” ضد القائد الممانع و شعبه ،و تصبح كل المظاهرات السلمية التي خرجت تنادي بالحرية أكذوبة و مجرد افتراء و وهم بل و تجابه مطالبهم بالرصاص ،أما هو فالقائد العظيم الذي يلاحق العصابات المسلحة و التي عاثت في بلاده فساداً .و هنا بدأت روايته تتضخم و تصبح أكثر إثارة و احتدام بنظره و نظر مؤيديه و أعوانه ،حيث ارتفعت وتيرة الاشتباكات مترافقة بحملة كبيرة من الاعتقالات بحق شبانٍ و شابات و ناشطين لم يعرف مصير أغلبهم سوى القتل و التعذيب .إضافة إلى قصف المناطق الثائرة ،و لتنقسم فيما بعد سورية بين جيشٍ حر و نظامي ، و يضحي عدد الشهداء بازدياد مستمر بفعل القصف و ارتكاب العديد من المجازر بحق المدنيين التي يتبادل فيها الطرفان التهمة ،و لتتفاقم مع تلك الأحداث أمور عدة أهمها مشكلة النازحين الذين اضطروا للجوء إلى دول الجوار مشردين و منعدمين لأدنى مقومات الحياة السليمة عداك عن مشكلة الغذاء و الدواء والماء و الكهرباء ،موتٌ يعايشونه و يرونه في كل لحظة .و مع كل هذا لم يكتف النظام و لم يشبعه منظر الدمار و لم تروه كثرة الدماء ليجد أمور بديلة أكثر فتكاً و أسرع قتلاً في مقدمتها الكيماوي و المخزي للأسف سكوت العالم أجمع بعربه و غربه عن هذه الجريمة بحق الإنسانية مكتفين بالإنكار و سحب الكيماوي منه خوفاً على مصالحهم ، أما الصواريخ و البراميل فهي بالنسبة للمدنيين قصة الموت اليومية لتبقى عيونهم معلقة بالسماء مترقبين ما قد ينزل عليهم فجأةً.لكن جمال القصة و حلاوتها تكمن بأنه بوجهٍ بشوش و دون أية ذرة حياء يحملها يتقدم هذا الرئيس ليرشح نفسه للرئاسة مجدداً متناسياً ما يحدث في سورية من قتلٍ و دمار داعساً على آمال الناس في أن يتخلصوا منه ،ويقدم حملته الانتخابية و التي أطلق عليه اسم “سوا” ليبرهن من خلالها أنه بتعاوننا سوف نبني سورية و نعيدها كم كانت _هذا الظاهر _اما المعنى الباطن و الحقيقي هو “سوا سوف تقتلون و تموتون و تبادون” و ليوهم العالم بالديمقراطية و الحرية في بلدنا سمح لأشخاص بالترشح كصورة مزيفة و كدمى يلعب بها بين يديه ،وللشعب حرية الاختيار. مستشرساً في حملته الانتخابية عاكساً إياها على الأرض عسكريأ ليزيد في ضرب الصواريخ و البراميل علَه يحقق مكاسب أكثر و يثبت بأنه لازال الأقوى ،مراهناً على صموده و تمسكه بالحكم بأرواح الناس و متاجراً بها .لكن يا من تقول بأنه “سوا ” سوف نبني و نعمر وووو..الخ… هل باستطاعتك إعادة أرواح الذين ماتوا أم أنهم بنظرك يستحقون الموت لأنهم ارهابيون ،ام باستطاعتك إعادة الفرح و السرور لأطفالٍ تيتموا و حرموا حضن الأبوين، بل ومنهم من خسر مستقبله أو قطعةً من جسده كباراً أم صغاراً. ترى من يطفئ نيران القلب المشتعلة في قلب أم فقدت طفلها أو يستطيع لئم جرح قلبٍ لزوجةٍ فقدت زوجها ،من يمكنه إعادة المشردين إلى وطنهم و جعلهم ينسون ما حصل ،و تلك الفتاة التي فقدت عذريتها من يأخذ حقها و يحاسب الفاعلين .من من …ربما بنظرك كل أولئك من الماضي و أنت الحاضر المشرق .حق كل أولئك لن يضيع و هؤلاء الناس الذين تحاربهم بكل ما عنك من قوة سيبقون صامدين ثابتين ،و مهما قتلت منهم سترى ضعف ما قتلت يقف بوجهك و يحاربك لأن الله تعالى لا و لن يتركهم و هو فقط من سوف يمدهم بالعون و بالنصر”و إن غداً لناظره لقريب”.