محمد نعمة |
ثمة علاقة لدى الأنظمة العربية الاستبدادية عند استخدام الخطاب الديني والتنجيمي الفلكي باعتبارهما أداة في يد السلطة، فالإعلام بيد السلطة جاهز دائمًا لتطويع ما لا ينصاع إلا للعواطف، تلك حيلة قد تنطلي عندما تخلط الخطاب السياسي بالديني والتنجيمي، خاصة لدى قناة (سما) السورية وضيفها (مايك فغالي) بمناسبة السنة الجديدة، إذ أطل علينا بملف أسماه (تشابك الأيادي) بعناوين: (توقعات لا سياسة كما قال) ولولا أن فغالي نفى علاقته بالمخابرات السورية تحديدًا في عام 2017 على موقعه الإلكتروني، لقلنا إن الملف كتبه ضابط ذو خيال فضائي عند الأسد، لأنه جاء بتوليفة غريبة تؤكد ما صرحه الأسد بلقاءاته مؤخرًا و إعلامه خلال العام الفائت عن شكل الدولة مستقبلاً.
ففي مقابلة مع مجلة باري ماتش 28.11.2019 سُئل الأسد إن كان فكَّر بالرحيل خلال سنوات الحرب فقال: “هذا الطرح بالنسبة إلي غير موجود.” لقد تنبأ فغالي ببقاء الأسد منذ البداية وهو ما جعله يُستدعى للإعلام الرسمي في العامين الفائتين، وبالصدفة تتفق أفلاكه وتأملاته مع رؤية النظام وداعميه وتنزل اللعنات على من يخالفهم، فلقد أنبأنا هذه المرة بتغير الحكم المتزمت في إيران مع بقاء العلاقات على حالها بالتزامن مع تسريبات عن محاولة الروس الحليف الأقوى للتفرد بالكعكة السورية.
وتنبأ لروسيا واقتصادها بنمو وازدهار من المفترض أن يظل سورية بظله؛ لأن وفودها وعدت الأسد مؤخرًا بمزيد من العلاقات الاقتصادية!
والمفاجئة هي أن تركيا سيحدث بها انقلاب وسيطلب رئيسها العون من سورية، والثمن سيكون التخطيط لعودة لواء إسكندرون! ولا تحلموا بمنطقة آمنة، فالتركي سيوف ينسحب من شمال سورية، لا بل إن تركيا والسعودية سوف تتشابك أيديهم مع سورية قريبًا كما فعلت الإمارات. أما جامعة الدول العربية فلم يعد لها قيمة؛ لأنه سوف تنشأ جامعة الشعوب العربية التي تبشرنا بزوال ملوك الأرض في الخليج، وليس من الذكاء أن نعلم أن هذه التصريحات تأتي في ظل رفض عودة سورية لتلك الجامعة.
كما حمل لنا فغالي رؤية (الأسد) عن الأزمة الاقتصادية و الدولار، فهو مفقود بسبب ديون أمريكا التي سوف تستبدل عملتها بعملة إلكترونية، وسوف يرد محور بريكس مع سورية بإنشاء عملتهم أيضًا، كل ما على السوريين كما نصح فغالي هو الصلاة والسجود والصيام لتجاوز أول 7 أشهر من العام القادم فقط لأنه أصعب من الماضي ولا يحمل زيادة راتب، وإذا أردنا التخلص من الأزمة يجب على الشعب التوقف عن بيع العملة لشراء الدولار.
وعن العقوبات وقانون سيزر الذي لا يعدو أن يكون تمردًا أمريكيًا في العالم بدأ ينتهي، بحسب المحلل الفلكي السياسي، فإنها من الطبيعي أن تطال سورية والصين، علمًا أن الأسد في لقائه مع فينكس الصينية طلب من الصين الالتفاف على العقوبات والدخول على خط الاستثمار وإعادة الإعمار الذي يحدث ببطء بسبب عقوبات الغرب، لكن توقعات فغالي لصالحنا فالعقوبات لن تضر محورنا أبدًا.
أمنيًا الطالع ممتاز في روسيا وفي سورية، إدلب قسمت ظهر العدو لكن الغرب سيغرق في نزاعات وكوارث وتفككات لم تكن في الحسبان، فمقابلة الأسد مع راي نيوز24 أكدت أن ما تطلقه حولك (الإرهاب) سيعود لك.
أما اللاجئون فسوف يعودون في العام الجديد بشكل أقوى من ذي قبل كما أنبأنا المنجِّم السياسي، وهو ما يصرح به إعلام النظام دائمًا طمعًا بزج الشباب في حظيرة التأييد والجيش.
والشر في العالم الذي يصيبنا ليس من الأسد وحلفائه بل من بوابة الشر والعالم السفلي الذي عقد معاهدة مع الأمريكي مقابل إحراق غابات الأمازون! الأمر الذي سيستمر خلال العامين القادمين بحسب المتنبئ.
الحقيقة أن النظام يستغل كل شيء في سبيل إبقاء عقول السوريين مخدرة، فالتنجيم بات أداة بيد نظام الأسد لتمرير رسائل تخدير لعقول السوريين، فهل يصحون عن تصديق إعلام الأسد فضلًا عن حرمة التنجيم؟!