غسان دنو |
انتعش سوق الطاقة البديلة في مدينة إدلب بشكل كبير مع انتصاف فصل الربيع وعودة الأجواء المشرقة، لتحتل ألواح الطاقة الشمسية أسطح معظم الأبنية وتفترش الطرقات أمام واجهات المحال التجارية.
ويعود سبب الإقبال الشديد على الطاقة الشمسية مؤخرًا لعدة أسباب، بحسب ما رصدت صحيفة حبر، أهمها ارتفاع سعر الأمبير في المدينة جراء انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار، ما أدى إلى تخفيض ساعات التغذية الكهربائية لتتناسب مع سعر الأمبير الواحد والتكلفة.
السيد (عدنان محمد) قال لحبر إنه “استغنى عن الأمبيرات واستهلك مدخراته المالية في تركيب منظومة طاقة شمسية متوسطة الحجم بكلفة وصلت إلى 400 دولار”.
ويضيف: “رغم ارتفاع التكلفة إلا أنني أرى جدوى اقتصادية طويلة الأمد، خاصة في تأمين ماء بارد للشرب لمدة أربعة أشهر مُقبلة على الأقل، وخاصة في شهر رمضان،/ حيث إنني دفعت العام الماضي 50 ألف فقط لشراء قوالب (بوظ )، وهذا العام سأدفع أكثر لارتفاع الدولار إلى الضعف عن العام الماضي”.
ويتابع: ” أستطيع أيضًا ملء خزان المياه ضمن ساعات الضخ المتاحة، ولم أعد مضطرًا لانتظار وقت تشغيل الأمبيرات مساءً التي أصبحت مؤخرًا ساعتين و40 دقيقة، وفي حال تعطلت مولدة الحي اضطر لتعبئة كل 1000 لتر ماء بمبلغ 2500 ليرة. “
وفي تجربة مماثلة ألغت السيدة 63 عامًا ثلاث أمبيرات منذ أشهر لعدم توفر قيمتها التي أنهكت راتبها التقاعدي، مُستعِيضة عنها بمنظومة طاقة جيدة بتكلفة 700 دولار، بعد أن باعت مصوغاتها الذهبية التي ادخرتها لأيام صعبة كهذه، بحسب ما صرحت للصحيفة.
أما السيدة (رنا) وهي أرملة معتقل سابق في سجون النظام وأمٌّ لولدين فتقول: ” لم يعد بمقدوري دفع قيمة 2 أمبير بعد أن ارتفعت تكلفتها لقرابة عشرة آلاف ليرة سورية، والمساعدات التي أحصل عليها من الجمعيات ومن أهلي تكفي فقط لأعيش.”
وتتابع: “لذا بعت مصاغي الذهبية التي تركها لي زوجي المرحوم واشتريت منظومة طاقة بكلفة قاربت 750 دولار لأضمن وجود الكهرباء في بيتي لعدة سنوات على الأقل، ومستقبلاً ربنا كريم لن ينساني عندما سأحتاج تبديل بطارية أو تغيير الألواح”.
وبالتزامن مع ازدياد الطلب ارتفعت أسعار ألواح الطاقة ولوازمها بحسب الشركة المصنعة والجودة، فعلى سبيل المثال لوح بسعة 270 واط ارتفع من 55 إلى 75 دولارًا، وجهاز شحن وتحويل الكهرباء المعروف ( فولترنيك) ارتفع نحو 25 دولارًا.
ومن جانب آخر، ربما يُهدد إلغاء مئات المشتركين خلال الثلاثة أشهر الماضية للأمبيرات أصحابَ المولدات في حال استمر هروب الزبائن غير القادرين على دفع الاشتراك الشهري ممَّا سيؤدي إلى إيقاف أكثر من 30 مولدة لعدم وجود زبائن.
يأتي ذلك في وقت صرَّحت فيه مديرية الكهرباء في حكومة الإنقاذ بإدلب أنها توصلت لاتفاق مع شركة الكهرباء التركية لتغذية مناطق إدلب وريفها بالكهرباء في نهاية شهر حزيران من هذا العام.
ورغم أن استجرار الكهرباء من تركيا سيكون حلاً جذريًا لمشكلة ارتفاع سعر الأمبيرات، إلا أنه من المتوقع استمرار اعتماد العائلات في إدلب وريفها على الطاقة البديلة نظرًا لارتفاع سعر الكهرباء من المصدر.
ففي تجربة سابق لاستجرار الكهرباء عبر شركات تركية في مدينة أعزاز يقوم المواطن بشحن كرت اشتراك بقيمة 100 ليرة تركي إلى أن ينفذ، وغالبًا يُستهلَك خلال أقل من شهر، وهي أيضًا تكلفة مرتفعة انعكست على اقتصاد المدينة بارتفاع الأسعار لتعلق كل شيء بالكهرباء.
وبحسب آخر الدراسات تبدو الطاقة الشمسية مجدية على المدى البعيد كونها داعمًا لاستهلاك الكهرباء إن وجدت، بحيث تخفض منظومة طاقة كبيرة بقيمة 1000 دولار الاستهلاك الشهري للكهرباء بنحو 50% من استجرار الكهرباء العامة، بل من الممكن أن تغذي الألواح المنزلية محولات الشبكة العامة من فائض الاستهلاك صباحًا ويستعيدها المشترك من الشركة مساءً خاصة في الدولة التي تشرق فيها الشمس لفترات طويلة.