بقلم : رئيس التحريرلم تكن حادثة قتل الأمريكي كريغ ستيفن هيكس كلًّا من ضياء نامي بركات وزوجته يسر محمد أبو صالحة وأختها رزان غريبة إلى درجة أنَّ إشاراتِ التعجّب بدأت تظهر فوقَ رؤوس مَنْ كانوا يحلمون ويظنون أنَّ حمامات السلام ( تفقس ) في الغرب، وتطير من أمريكا قادمة إلى الشرق، وليس غريبًا أيضًا ذلك الصمت الذي لم تعتد عليه وسائل الإعلام، ولكنَّ القاتل هذه المرة غيرُ مسلم فلا بدَّ من استخدام العين الرمداء التي لا ترى جراحات المظلومين والأذن الصماء التي لا تسمع نداءات المقهورين والمحدودين.قبل أسابيع نصبت المآتم في كل فضائية إخبارية حزنًا على ثلَّةٍ نصبت العداء لخالقها وأساءت إلى كلِّ مسلمٍ على هذه الأرض،، وشارك في البكائية زعماء ورؤساء ووزراء و( أُجراء ) من العرب، فذرفوا دموعهم حتى جفت مآقيهم، أما المسلمون فلا بواكيَ لهم، أما السوريون الذين يذبحون في حلب ويحرقون في دوما فلم يجدوا عينًا تبكي عليهم أو دمعةً تذرف من أجلهم.فلماذا إذا ننكر على وسائل الإعلام تجاهلها ونحن نعرف أنَّها محكومة بسياسات بلدانها وعقائد مموليها، ولماذا نتعجب من صمت الدول على جريمة وقعت في كارولينا ونحن نعلم أنّها صمتت على مجازر مروعة ارتكبها الأسد الأب والابن وأخرى ارتكبها أبناء جلدتهم؟أليس من إضاعة الوقت والجهد نداء من لا يسمع ومخاطبة من لا يفهم؟ إنَّ الذين ينتظرون من أعداء الإنسان أن يحرروا الإنسان نقول لهم: إنَّ قيودكم أصبحت جزءًا من أيديكم، وإن حالكم حالُ من ينتظر من بشار الأسد أن يقف أمام الشعب السوري معتذرًا، ليسلم السلطة ويحقن الدماء ويدفع ديات القتلى ويقدم نفسه إلى المحاكمة!إن سياسة تجاهل الحق هي السياسة المحببة إلى الغرب والأسد، فكما أن الأول يتجاهل شكله القبيح عندما يقف أمام المرآة في العراق وفلسطين، فإن الثاني أصبح ( المعلم ) في هذا الميدان، أما سمعتموه وهو يقول لـ بي بي سي في المقابلة التي أجرتها معه في العاشر من شباط من هذا العام: ” أنا على دراية بالجيش، إنهم يستخدمون الرصاص والصواريخ والقنابل، لم أسمع باستخدام الجيش للبراميل أو ربما أواني الطهي .. ولا توجد أسلحة تلقى بلا تمييز “إنَّ تشابه الأفعال وردود الأفعال بين الأسد وحلفائه المتآمرين على الشعب السوري ليدلُّ على أنَّ الفريقين قد تخرجوا في مدرسة واحدة ولا ينفع معهم المطالبة والمناشدة ولا يؤخذ الحق منهم إلا انتزاعًا.