لقد مني جيش الاسد بهزيمة مؤخرا على حدود ادلب، ويبدو ان عدد القتلى في يومين تجاوز 100. يرجع ذلك إلى بدء هجوم مضاد كبير من المسلحين. حتى الآن، كانت نتيجة هذه العملية أكبر خسائر للجيش السوري منذ مدة طويلة.
لقد طور الإرهابيون اساليبهم، واستعادوا السيطرة على عدد من القرى، منها جبين وتل ملح.
يرتبط تكثيف المسلحين لجهودهم في إدلب الى العملية الاخيرة للجيش العربي السوري في إدلب. ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ هنا أن دمشق وروسيا لا يمكن اعتبارهما منتهكين للاتفاق المبرم في سوتشي بشأن إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول إدلب.
المشكلة هي أنه منذ لحظة التوقيع على الوثائق ذات الصلة، رفض غالبية المسلحين بإدلب هذه الاتفاقية، وهاجموا الجيش باستمرار.
حاولت موسكو ودمشق الوفاء بوعودهما، لكن تركيا، التي تعهدت بتهدئة المسلحين لم تستطع تحمل هذه المهمة. ومن المنطقي أن يتم تسخين الموقف عاجلاً أم آجلاً. نحن الآن على شفى حرب كبيرة.
ففي الوقت الحالي يوجد أكثر من 30 ألف مقاتل مسلح في إدلب. ستؤدي الحرب ضدهم إلى خسائر فادحة بين السكان المدنيين.
لا ننسى ان المسلحين يجندون المدنيين قسراً في صفوفهم، وغالباً ما يتم إعدام من يهرب منهم، وبالتالي، يصبح من الواضح أن حياة المدنيين لا قيمة لها بالنسبة لهؤلاء.
لذلك يحتاج الجيش السوري إلى الاستعداد لفكرة اتخاذ اعدائهم للمدنيين كدروع بشرية.
يعتقد الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف أن الإخفاقات الأخيرة لدمشق ترتبط بعدم كفاية الانضباط في جيش الأسد لاعتماده على تشكيلات المتطوعين بالإضافة إلى ذلك، لا يزال لدى امريكا الكثير من الدعم للمقاتلين.
ان قلة الانضباط سبب نجاح المسلحين في سيطرتهم على دمشق واماكن اخرى في بداية هذا الصراع. ما كنا نعتقده انه جيشا كاملا تبين أنه في الحقيقة ليس جيشا معدا للقتال.
غالبا ما يتم تجاهل القواعد الأساسية للحرب. فمن الضروري أن تنشئ مواقع ونقاط تفتيش ومراقبة الوضع باستمرار، لأن مواقع الإرهابيين تقع قربك، وهذا يعني أنك بحاجة إلى ان تكون على اهبة الاستعداد 24 ساعة/ 7 أيام في الأسبوع. الجيش السوري ليس لديه هذا اليقظة، وبالتالي يستغل المسلحين ذلك في شن هجمات مفاجئة.
بالمناسبة عنصر المفاجأة يستفيد منه المسلحين ليس بسبب عدم الانضباط لدى الجيش، وسرعة المسلحين فقط، ولكن أيضا بسبب الدعم الامريكي للمسلحين من خلال طائرات الاستطلاع التي تحلق فوق وبالقرب من سوريا، والأقمار الصناعية التي تراقب الوضع باستمرار وتعطي للمسلحين حالة الجيش السوري، خاصة ان كان في حالة استعداد قتالي.
بشكل عام، عندما ذهب الجيش الروسي إلى سوريا، لاحظ مدى اختلاف مفهوم الجيش السوري عن مفهومنا. بالطبع، كان على المتخصصين الروس القيام بجهد كبير من أجل تحقيق الكفاءة من قبل الجنود المحليين.
حتى الآن، تم وضع فيلق واحد على الأقل في النظام، وهو ما أثبت نفسه خلال السيطرة على حلب ودير الزور. وبقية الجيش يصل فقط إلى الحد الادنى المطلوب.
يضيف الخبير الروسي، أنا متأكد من أن المستشارين الأمريكيين ومنهم مخابرات، موجودون في ادلب، ويزودون المسلحين بمعلومات، ولكن عندما تدخلت روسيا، والتي لديها أيضا معلوماتها الاستخباراتية الخاصة تغير الوضع إلى الأفضل
واضاف ليونكوف: اعتقد ان تصعيد الأعمال القتالية سيستمر في ادلب. فإدلب قنبلة موقوتة ستنفجر عاجلا أم آجلاً. لقد حاول جميع الأطراف ان يتفقوا، لكن اتضح أنه من الصعب ان يتفق الجميع.
المصدر: مركز نورس للدراسات