تقرير عمر عربكانت أهم أولوياتها منذ انطلاقتها تدارك هموم الناس ومشاكلهم ومعالجتها، وتأمين قدر المستطاع كل ما يلزمهم ضمن جميع الإمكانيات المتاحة لديها “جمعية شباب ساعد” كان لها الريادة في طرح مشاريع بنَّاءة تهدف لتغطية عدد كبير من الشريحة الفقيرة في المجتمع، تحاول دائماً أن تكون معهم وبجانبهم من خلال أعمالها الإغاثية والطبية وغيرها. والآن وفي شهر رمضان المبارك آثرت جمعية شباب ساعد على أن تعاود نشاطها، وهو إعادة فتح مطبخ (رمق الخيري) وهو مطبخ ميداني يقدِّم وجبات الإفطار للصائمين ضمن شريحة العوائل والناس الذين لا يملكون ما يسد رمقهم، إضافة إلى الجهات الخدمية العاملة على الأرض.قامت صحيفة حبر بزيارة المطبخ، فالتقت مدير الجمعية في حلب (طارق أبو الفاتح) أثناء زيارته الميدانية للمطبخ، وأجاب حين سألناه عن مطبخ رمق الخيري قائلا:”عملنا قبل حلول شهر رمضان على التخطيط لإعادة فتح مطبخ رمق الذي سيقوم بتخديم مشاريعنا الخيرية في هذا الشهر المبارك، فقمنا للعام الثاني على التوالي بتجديد حملة “موائد الرحمن” لإفطار الصائمين في المساجد يوميا، والتي سيكون مطبخ رمق ممولها بالوجبات اليومية، وتتضمن هذه الحملة مائدتي إفطار يوميا، مائدة في الأحياء الشرقية المحررة من مدينة حلب، ومائدة في الأحياء الغربية، حيث يقوم المطبخ بتقديم (150 إلى 200) وجبة، ضمن برنامج طبخ أسبوعي روعي فيه جودة الطبخات ومستواها العالي لتتناسب وشهر رمضان الكريم.أمّا عن آلية استهدافنا للأحياء ضمن حملة موائد الرحمن، فقد تم التنسيق مع المجالس المحلية ومسؤولي الجوامع في الأحياء قبيل حلول الشهر الفضيل، وتم وضع برنامج مفصل ضمن قطاعين (شرقي، غربي) وبهذه الطريقة تمكنا من تغطية معظم مناطق حلب وليس معظم الجوامع.وقد بين الأستاذ طارق أنَّ كمية الطعام التي بدء فيها مطبخ رمق عمله هذا العام تتراوح ما بين 600 إلى 700 وجبة يوميا، مع وجود جهود حثيثة لرفع الطاقة الإنتاجية للوصول إلى شرائح مستفيدة أكثر.وعند سؤالنا مدير المطبخ (محمد أبو أحمد) عن المستفيدين من كمية الطعام المنتجة يوميا، وعن مدى قدرة المطبخ على الإنتاج في حال توفر الإمكانيات أجاب:”نقوم بتسليم قادة الفرق التطوعية في الجمعية عندنا 300 وجبة لإفطار الصائمين على موائد الرحمن في أحياء مدينة حلب، وعندنا حوالي 150 وجبة للجهات الخدمية العاملة على الأرض، وكل ما يتبقى لدينا يوزع على العوائل العفيفة وهذا يقدر بـ 150 إلى 200 وجبة”وعند لقائنا قائد فريق (العطاء) التطوعي (محمد أبو حيدر) وسؤالنا له حول نشاط الفرق التطوعية التي تساهم في عمل المطبخ ومشاريع الجمعية في رمضان قال:”إنَّ منظمتنا الأم (بنيان) تعمل على صناعة الإنسان ونهضته وترسيخ القيم في المجتمع، ومن هذا المنطلق فإننا في جمعية شباب ساعد عملنا على نظام تطوعي متكامل يركز على فئة الشباب الصاعد، فنقوم بتسجيلهم وتقسيمهم ضمن فرق تطوعية ليساهموا في شرف خدمة الصائمين، ويعملوا على نشر ثقافة البذل والعطاء التي تربوا عليها في بيوتهم وعملنا على ترسيخها في نفوسهم ضمن برنامج تدريبي خاص، وهذا بشكل عام حول التطوع عندنا، أمَّا عن عمل الفرق في موائد الرحمن فهي تقوم بمساعدة العاملين في المطبخ بتغليف ونقل الوجبات إلى السيارات، ثم يقومون بتجهيز المائدة في المسجد المحدد، ثم يعملوا على خدمة الصائمين حتى الانتهاء وتنظيف المسجد من المخلفات”مهما جلبت الظروف من أوجاع ومصاعب لا بدَّ من وجود الأمل يقدَّم من قبل أشخاص يدركون أنَّهم يعيشون من أجل سعادة غيرهم ورسم البسمة على وجوههم، مدركين أنَّ هدفهم الأسمى هو بناء الإنسان.