بعد فترة طويلة من التحرير وغياب سلطة الدولة بشكل كامل، قرر ممثلو النقاط الشرطية في مختلف مناطق مدينة إدلب المحررة بالتنسيق مع المجالس المحلية والتعاون مع الممولين للمشروع إنشاء قيادة موحدة للشرطة الحرة معظمهم من الضباط المنشقين عن الجيش السوري، وبلغ عدد مراكز الشرطة بريف إدلب 32 مركزا قسمت على قطاعين 16 مركزا شمالي و16 جنوبي المدينة، ويبلغ عدد عناصر الشرطة الحرة مع الضباط وصف الضباط نحو 1027 عنصرا جميعهم يعملون للحفاظ على الأمن والأمان.
وفي حديث لصحيفة حبر مع حسان اليونس الإعلامي في مركز شرطة حاس قال: ” تعتبر الشرطة الحرة هيئة مدنية مستقلة لا تتبع لأي فصيل أو جهة عسكرية، تتعاون مع كافة الجهات لخدمة المواطنين وبسط الأمن والأمان في تلك المناطق، وهي من أبرز المهام التي تقوم بها شرطة إدلب الحرة بالإضافة لحل وإصلاح النزاعات والخلافات بين المواطنين وتنظيم الضبوط بحق المسيئين والمخالفين وتقديمهم للجهات المسؤولة بعد التحقيق معهم، وكذلك تنظيم دوريات نهارية ومسائية في مراكز الشرطة والشوارع لحفظ الأمن”.
وأضاف: “كما تعمل عناصر الشرطة لإقامة حواجز على الطرقات العامة وداخل المدن والبلدات المحررة لتنظيم حركة المرور وتسهيل السير ومنع الازدحام خاصة في الأسواق خوفا من رصدها وقصفها من قبل قوات النظام وارتكاب مجزرة بحق المدنيين.
وقد أقامت قيادة الشرطة الحرة دورات تدريبية ضمن فرع التدريب الموجود شمالا بأطمة الحدودية، وحاليا شملت الدورات القطاع الجنوبي من مدينة إدلب في كفرومة.
يشرف على الدورات ضباط برتب عالية مختصين بمجالات متنوعة كمكافحة الجريمة ونصب الحواجز وحالات الطوارئ والإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع المشتبه بهم والمعتقلين.
وتهدف هذه الدورات لزيادة الوعي والتثقيف لعناصر الشرطة وإكسابهم خبرات ومهارات جديدة في مجالات خدمة المواطنين ومكافحة الجريمة، وذلك ضمن برنامج الشرطة المجتمعية، في ظل الفوضى التي يحاول النظام نشرها في المناطق المحررة”.
يشار إلى أنَّ التدريب شمل عدة محاضرات حول كيفية التعامل مع المدنيين والمجتمع ومكافحة الجرائم بكافة أشكالها وملاحقة تجار المخدرات وكيفية تفكيك العبوات الناسفة والعمل يدا بيد مع فرق الدفاع المدني لانتشال الضحايا ورفع الأنقاض، وقد تم افتتاح “مكتب الأدلة الجنائية الأول” سعيا لكشف الجرائم ومكافحتها.
وصرَّح النقيب عبد الرحمن بيوش مدير المراكز الجنوبية بفرع الإعلام لصحيفة حبر” إنَّ قيادة الشرطة الحرة تسعى لإنشاء مراكز وفروع للشرطة من مرور وأمن جنائي داخل مدينة إدلب وباقي الريف المحرر كأريحا وحارم لتقديم الخدمات للمواطنين والحفاظ على الأمن والأمان”.
وعن أبرز المعوقات التي تواجه الشرطة الحرة بشكل عام قال بيوش ” أبرز المعوقات هي القصف، حيث تم استهداف مراكز للشرطة في التمانعة وتلمنس وكفرنبل من قبل الطيران الحربي، بالإضافة إلى عوائق أخرى كالنقص في المراكز والعناصر بسبب قلة المعدات والآليات اللازمة التي من شأنها تحسين الأداء في العمل، كأجهزة كمبيوتر وكاميرات تصوير وطابعات ومعدات للتحقيق الجنائي وسيارات وأسلحة وبدلات عسكرية، وإنَّ عدم استيعاب كافة عناصر الشرطة المنشقين عن النظام قلة الدعم.”
في الليل والنهار، والحر والبرد تستمر الشرطة الحرة في عملها في المراكز والطرقات، فهي تقوم بمهمة إنسانية قبل أن تكون مهنة هدفها الحفاظ على أرواح المواطنين وأمنهم متحدين الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
سلوى عبد الرحمن