طالب الدكتور (شمسي سركيس) مدير وكالة (سمارت) الإعلامية، بإجراء تحقيق مع وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة (مرام الشيخ)، مؤكداً ضرورة إقالة الشيخ من منصبه بعد توجيه عدة اتهامات له بأنه لم يقم باتخاذ أي إجراءات جدية لإنقاذ المنطقة من خطر فيروس كورونا.
وظهر سركيس في فيديو دعا فيه الحكومة المؤقتة لفتح تحقيق مع وزير الصحة للتأخر في الاستجابة، وأكد سركيس أنه قام بإرسال المعلومات والوثائق التي يملكها إلى رئيس الائتلاف الوطني (نصر الحريري) وقد توعد الحريري بمتابعة الموضوع.
بدورنا تواصلنا مع السيد وزير الصحة الدكتور (مرام الشيخ) ليخبرنا عن تفاصيل القضية التي أثارت الجدل.
يقول الدكتور (مرام) : ” تواصل الدكتور شمسي سركيس مع وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، وطرح مشروعاً عزل المسنين في المخيمات بأماكن خاصة من أجل ألَّا يصل إليهم فيروس كورونا، ومن ضمن فكرته كان وضع هؤلاء المسنين في أماكن خاصة يمنع الدخول إليها، ويكون لهم مرافقون، وإدخال الطعام لهم بطريقة وقائية بحيث لايتعرض للتلوث، لأنهم أكثر ضعفًا وتأثرًا بالمرض، فإذا تم عزل هؤلاء المسنين فسيكون هناك نوع من السيطرة على المرض، فبقية الشرائح من الناس يصابون ولا يكون هناك تأثير كبير عليهم.”
ويضيف (الشيخ) بأن” الفكرة نظريًا جيدة نوعًا ما، وقد تناقشنا كثيرًا معه في البداية لإمكانية تطبيق هذه الخطة، فأولاً هذه الخطة تحتاج إلى تمويل وليس لدينا الإمكانيات، ثانيًا قد تكون غير مناسبة بمجتمعنا أن نقوم بعزل هؤلاء الأشحاص لمدة ثلاثة أشهر وأن نمنعهم من رؤية ذويهم، بالإضافة إلى الأعباء الأخرى التي تنتج عن تحمل مسؤولية رعايتهم، والأهم من هذا أن هؤلاء الأشخاص مهددون بأن يكون بينهم نسبة وفيات كبيرة بسبب فيروس كورونا، فتسرب الإصابة إلى أحدهم يعني وفاتهم جميعًا.”
اقرأ أيضاً استمرار الحجر على بلدة (سرمين) مع قدوم عيد الأضحى
وتابع بأن “الخطة هي دراسة ولم تعتمد في بروتوكولات منظمة الصحة العالمية، وليست مشمولة ضمن خطة تمويل منظمة الصحة العالمية، حاولنا أن نعمل كتجربة، لكن هناك معوقات كبيرة، فوجدنا أننا لسنا قادرين على تطبيقها.”
وأشار الشيخ في تصريحاته إلى أن ما يتعلق بموضوع الاستجابة، حيث قال: إن” الأموال المخصصة للاستجابة هي مخصصة من قبل منظمة الصحة العالمية والإدارة من قبل المنظمات، ولكن دور الوزارة حقيقة والمديريات هو دور تنسيقي للفعاليات الموجودة، فهذا الأمر يبدو غائبًا عنه، فسركيس متوقع أنه لدينا أموال ولا نصرفها على الاستجابة، والحقيقة نحن في الوزارة والمديريات لم تصلنا أي أموال.”
ولفت إلى أنهم كفريق استجابة رأوا مجموعة من الثغرات وقاموا بتسليط الضوء عليها ، حيث يعملون على مستويين، قطاع الصحة وقطاع المجتمع، ووفق (الشيخ) فقد وجدوا الاستجابة على المجتمع ضعيفة نوعًا ما، مثل الإجراءات الوقائية والتوعية، بالإضافة إلى أنهم وجدوا ضعفًا في الاستجابة لقطاع الصحة، وحاولوا أن يقوموا بخطة رديفة وتسويقها كنوع من الإضافة لخطة منظمة الصحة العالمية.
وبحسب (الشيخ) فإن “الخطة التي وضعها (سركيس) تعتمد على أساسين، تقوية الإجراءات المتعلقة بالمجتمع، وتقوية النظام الصحة، فهي خطة متممة وليست استبدالًا لخطة منظمة الصحة العالمية، ونحن قمنا بطرحها وليس لدينا أي تمويل إطلاقًا.”
وأشار وزير الصحة إلى أنهم يحاولون التنسيق بين المنظمات المانحة لتوجيه بعض الفعاليات إلى شراء كمامات وتوزيعها مجانًا.
أما ما يتعلق بموضوع الحوكمة والدكتور سركيس، فمن الممكن ألَّا يكون على إطلاع فيه بشكل كامل وهو معذور، فمن الممكن أن يكون بعيدًا عن الواقع، فالوزارة تقوم بدور وهو تنسيق ومناصرة وموضوع كورونا في ريف حلب الشمالي، أما في إدلب فكل وصولنا هو عن طريق مديرية صحة إدلب، فنحن ليس لدينا قدرة على التدخل بشكل مباشر في المخيمات، وهذا الأمر قد يكون غائبًا عن الدكتور (شمسي) وأنا أعذره حقيقة لأنه ليس لديه اطلاع على صورة الوضع بشكل كامل.
ويختم (الشيخ): “نحن من خلال عملنا في فريق الاستجابة لدينا لجنة علمية هي المسؤولة، وتناقش قرارات الإجراءات التي يجب اتباعها، وهي بصورة الوضع بشكل كامل، وليس لديهم تأييد بشكل كامل للخطة التي طرحها الدكتور سركيس.”
وكانت القضية التي تكلم عنها (شمسي سركيس) قد أثارت الجدل وتداولها الناشطون بين مؤيد له ومعارض من حيث الوضع التي تمر فيه المناطق المحررة وانقطاع الدعم عن أغلب المؤسسات فيها.