أنس إبراهيم
استكمالاً لخطة صحيفة حبر في تطوير وتنمية مواهب الشباب الكتابية والإبداعية أقامت دورتها الأولى في ريف حلب الغربي في فن كتابة “الخبر الصحفي”، كما كان لها السبق في تفعيل وتطبيق تلك الدورات المتتابعة ضمن سلسلة مهنية الفنون الصحفية المختلفة في إدلب ويفها.
بدأت الدورة بتاريخ 15 / 4 / 2017م في قرية الأبزمو في ريف حلب الغربي، وتهدف إلى إعداد كوادر صحفية وتطويرها بشكل مهني ومؤسّساتي، وتأهيل المتدرّبين على الكتابة الصحفيّة وتشجيعهم على تقديم الاقتراحات المنطلقة من رؤيتهم للواقع لضمان التحسين المستمرّ للصحافة المكتوبة.
شملت محاور التدريب فيها جانبين أساسيين: أوّلهما: الإعداد والتنفيذ والذي يتضمّن “مفهوم الخبر وأنواعه وعناصره وصفاته ومصادر الأخبار والأسئلة الستة ومراحل صناعة الخبر”، وثانيهما: التحرير الذي يتضمّن “أجزاء ومكوّنات الخبر وأنواع العناوين والمقدّمات الصحفيّة والقوالب الفنّيّة لتحرير الخبر”.
كما اتخذت الدورة طابع التدريب العملي أكثر من الجانب النظري المتوفر لكل باحث عنه في الإنترنت بكثرة، ولا سيما إدخال عنصر اللعب ضمن أحد الأنشطة في مراحل التغطية الخبرية الميدانية، لاكتشاف مدى الصعوبات الحقيقية التي من الممكن أن تواجه المندوب الصحفي في الميدان، ولتجنب كافة الأخطاء المحتملة لأن يقع بها الصحفي المبتدئ ليخوض غمار هذا الميدان من البداية بشكل أكاديمي ومهني بعيداً عن العفوية والعشوائية غير الموظفة ضمن سياقاتها المناسبة.
المدير العام للصحفية الأستاذ أحمد العبسي، والمسؤول عن مكتب التطوير في إدلب الأستاذ أحمد جعلوك قاما بزيارة ميدانية لمكان الدورة التدريبية أثناء انعقادها، وبيّنا لجميع المتدربين أهمية بروز مهام المواطن الصحفي في هذه المرحلة الراهنة التي تمر بها الثورة السورية بتقنية عالية لإيصال الحقيقة مباشرة أينما وجدت، وخاصة أنه ما من منطقة من مناطق الثوار إلا ويحصل فيها من أحداث إخبارية مهمة يجب أن تصل إلى العالم أجمع، وبكل تأكيد يتم ذلك من خلال المتدربين أنفسهم كمواطنين صحفيين يحملون همّ قضيتهم وإيصالها بصورة واضحة، وأكّدا بدورهما استمرارية مثل هذه الدورات في كافة مناطقنا المحررة.
من جهة أخرى أبدى المتدربون استعداداً واضحاً للاستمرار في تقصي الحقائق ومتابعتها كل بحسب قدرته وبقعته الجغرافية التي يتواجد فيها، ولا سيما أن ما يجري على الأرض يمس مستقبلهم ومصير حياتهم في الدرجة الأولى، فلا بدّ أن نفوت الفرصة على النظام السوري من خلال إفلاسه إعلامياً أمام الرأي العام العربية والدولي وبخاصة المحافل الدولية التي تختص في الشأن السوري وذلك بتغطية فورية لكافة العمليات العسكرية التي ينهجها النظام السوري، وليست مجزرة خان شيخون عنا ببعيد التي ما تزال التحقيقات مسترة فيها إلى الآن.
عبد القادر علي حوري أحد المتدربين أفاد أنه حضر هذه الدورة ليتعلم فيها كيف يستخدم الكلمة، فهي سلاح قوي تحتاج لمهارة في إيصالها وفكر مستنير يكمل الصورة الواقعية، وتابع قائلاً: “ولأنني أعمل مدرسا ًفأنا بحاجة لفن نقل الكلمة”.
يذكر أن صحيفة حبر عقدت عدة شراكات محلية مع الكثير من المؤسسات والمنظمات وحتى الجامعات لتشكيل نواة إعلامية متماسكة مع كافة القوى الثورية العاملة في الداخل السوري من خلال إتاحة الفرص للكوادر المدنية والعسكرية لحضور التدريبات المستمرة في المجال الإعلامي.