أجرت صحيفة حبر حوارًا مع الضابط السوري (صلاح قيراطة) حول آخر المستجدات التي تشهدها السورية، ومنها التطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية والدور الروسي فيها، بالإضافة إلى الحديث عن مستقبل (الأسد) وإدلب في ظل الإشاعات المنتشرة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
أهلاً بكم سيد صلاح.. بداية تقول: إن نظام الأسد لن يتأثر بقيصر، ما وجهة نظركم في الأمر؟
“إن قانون قيصر لن يؤثر على النظام، وسيكون دافع الفاتورة الأقصى هو المواطن الفقير، وسيخرج (النظام) بالمفهوم الساقط والهابط رجالًا وأركانًا وحكامًا بلا أدنى خسائر تُذكر، سيما أن انخفاض قيمة ممتلكاتهم المفترضة ليست ذات قيمة؛ لأنها بالأصل مسروقة من أموال الشعب.
كما أن النظام رفض المبادرة الأمريكية للولوج في تسوية سياسية ترتكز على قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢٥٤ وبيان (جنيف ١ ) وصدَّ الوساطة الروسية بكل عنجهية، ودون خشية من أي مساءلة أو مسؤولية، ووضع كامل أوراقه في المغلف الإيراني.”
لكن كيف تقول لن يؤثر والنظام أصدر قرارًا يجبر من يعود إلى سورية بتصريف 100$؟!
“بعد تحذير (عصام زهر الدين) النظري الذي نقله للسوريين خارج البلاد بعدم العودة،
أتى (حسن عرنوس) رئيس وزراء النظام اليوم ليكسي، ولو بعد حين، ما قاله (عصام زهر الدين) الصيغة التنفيذية، بحيث فرض على كل سوري يريد الدخول إلى بلده دفع مبلغ 100 $ يتم صرفها بسعر المصرف المركزي.
صحيح أن القضية ليست ذات قيمة كبيرة، لكن الصحيح أيضًا أن ما نسبته ٩٠ ٪ من السوريين المشردين خارج بلدهم بحاجة إلى فرق القيمة التي ستسرقه الحكومة السورية بين سعر الصرف الحقيقي والسعر الرسمي.”
كيف تقرأ الاتفاق الإيراني السوري؟ وهل هو خطوة لإنقاذ الأسد؟ وما الرسائل وراءه؟
“هنا يجب أن نسرد مجموعة أسئلة ومنها هل (الإدارة السورية) فاعلة بما قامت به أم مُنفعلة؟ هل هي فعلاً قررت مواجهة حقيقية مع الإدارة الأمريكية؟ وهل هي في مستوى شيء من هذه المواجهة المفترضة؟ وهل نحن أمام فشل ذريع مُنيت به المساعي الروسية لجهة الوساطة بين الأمريكي والسوري؟
باختصار.. من استمع للمؤتمر الصحفي المشترك لوزيري الدفاع السوري والإيراني، سيلاحظ أن (العلاقة السورية الإيرانية) علاقة إستراتيجية راسخة، وأن التعاون الثنائي العسكري والأمني نوعي ومستمر، وهو يشمل جميع الجوانب رغم اشتداد الضغوط وازدياد حدة التهديدات).
في هذا السياق، قال اللواء (باقري): “إن شعوب المنطقة ومحور المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية مصممون على تنمية وتقوية العلاقات العسكرية والدفاعية والأمنية.”
قلت إن الأسد سيسقط حسب معلومات من واشنطن؟ ما تفاصيل هذه المعلومات؟
“نعم هناك شخص وهو في مركز أبحاث يزود الكونغرس ببعض الرؤى المبنية على الاستطلاعات مايزال يتواصل معي بين حين وآخر، وأحيانًا بصيغة المهاجم في محاولة التأكيد أن قرارًا أمريكيًا بشأن إنهاء الأسد مُتخّذ، وأنا شخصيًا لا أعتقد، فالأسد مايزال له دور في سورية، ولابد أن تصل مكانًا تكون فيه دولة فاشلة، وهذا ما أؤكده دومًا أن بعضًا من بشر يجب أن يُقتلوا ولم يُقتلوا بعدُ، وبعضًا يجب أن يُرحلوا ولم يُرحلوا بعدُ، وبعضًا من جيش لم يدمر يجب أن يدمر، وبعضًا من منشآت وأرزاق وبُنى تحتية يجب أن تحرق.
ونص الرسالة كان على الشكل الآتي: “سيد قيراطة مازالت أمريكا تنتظر الرد الروسي بخصوص ما تم الاتفاق عليه لإزالة حكم عائلة الأسد، على قاعدة أن المصالح الامريكية الروسية تفوق كل دول لشرق الاوسط مجتمعةً، إن لم يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ستصبح سورية مقسمة تمامًا، وهذا ما تطمح إليه (إيران، وتركيا) عن طريق عقد تحالفات مع روسيا، الدول العربية في سبات طويل تجاه الخطر الدولي الأكبر (تركيا) كما صرح (عمرو موسى) والخطر الطائفي (إيران)، سورية بالنسبة إلى هـؤلاء مُقدِّمة والأهداف القادمة بعد ليبيا هي مصر ودول الخليج العربي.”
والرسالة الأخرى كانت: “سيد صلاح الاتفاق الروسي الأمريكي نص على وجوب خروج القوات الإيرانية والتركية، ومن ثم الذهاب إلى تسوية كاملة.
بالنسبة إلى بشار الأسد قرار إنهائه تم اتخاذه من قبل مجلس الأمن القومي الأمريكي، وقرار هذا المجلس لا يستطيع أي رئيس أمريكي تغييره ولا التأثير بأي انتخابات أو سياسة الحزبين، هو قرار سيادي بكل معنى الكلمة، أمريكا تنتظر الرد الروسي لإنهاء بشار لإكمال ما تم الاتفاق عليه، واختفاء بشار غير الواضح رسالة روسية.“
ما هدف روسيا من لقاء العلويين ما دامتْ تملك زعيمهم؟! هل هي دلالة على أن عصر الأسد شارف على الانتهاء؟
“إن الروس يناورون، والقرار ليس بيدهم، والقضية حصرًا من بدايتها لنهايتها بيد التحالف (الصهيو- أمريكي)
أقول إن الروس كاذبون أو أقله غير قادرين من الولوج الفاعل أو الحقيقي أو المنّتج أو المجدي في تسوية سياسية للقضية السورية، وإن قراراهم ليس وليد تقديرهم للموقف، ولن يكون نابعًا ممَّا يفترض أنه رؤيتهم الذاتية أو ثوابتهم التي يفترض أن تكون موضوعية.
إن مستجدات الأمور التي جاءت بعد مؤتمر (جنيف ١) وكذا بعد صدور القرار الأممي ٢٢٥٤، تؤكد بشكل فاضح واضح أن موضوع رحيل الأسد أو عدم وجوده أُسقط من الحسابات في التفاف على بيان جنيف، وعلى قرار مجلس الأمن، ليس هذا فقط، فمايزال الأسد ينحاز إلى إيران في وضح النهار.”
اجتماع اللجنة الدستورية سيكون في آب المقبل، و(هادي البحرة) أكد وجود توافق بين النظام والمعارضة على عدة أمور، فهل يمكن أن يتمخض عنها شيء يدفع عجلة الانتقال السياسي؟
“اللجنة الدستورية مولود ميت ولن يكون لها أن تفعل دورها، وهناك نقطة رئيسة وهي السماح لبشار الأسد بولاية بنص الدستور الجديد عندما يتم التوافق عليه سيخرج الدستور بالسرعة التي عُدِّل بها عندما تم إيصال بشار برسم القمع الديموقراطي لرئاسة الجمهورية في سابقة خطيرة لم يعرفها تاريخ سورية التي لم تعرف يومًا حكمًا ملكيًا.”
ما احتمالية أن يؤدي الصراع الروسي الإيراني إلى سقوط الأسد؟
لما كنت أقول: إن الأسد باقٍ، لم أكن أتحدث عن أمانٍ ورغبات، فأنا لست في صفه بكل المعاني، لكن كنت أتعمق بالقراءات وأصل إلى تحليلات، وأنا هنا كنت ومازلت بعيدًا عن الاصطفافات، ففي سورية لم تنمُ معارضة وطنية خلال خمسين سنة ماضية، وهي عمر انقلاب حافظ الأسد الذي أسماه حركة تصحيحية، وكنا نقول بين بعضنا وعلى الضيق (تحريفية)، وكذا لم يكن هناك موالاة نقية واعية، ومع كل هذا كان هناك تقدم مرعب للولاء على حساب تراجع الانتماء لسورية.”
إدلب بحسب التوافقات الدولية إلى أين؟
“منذ أكثر من عامين وأنا أقول إن عملية عسكرية كبرى كانت قد أعدت العدة لها غايتها إلحاق منطقة خفض التصعيد بسابقاتها الثلاث، والهدف هو إخضاعها وإعادتها تحت سيطرة الدولة السورية، ولطالما أكدت أن تفاهم (سوتشي)، الذي عُقِد بين الرئيسين (أردوغان، وبوتين )، كان قد أجَّل العملية ولم يلغها، إلا أن الثابت هو ما أدى إلى تعديل التكتيك، فما حدث ويحدث كان على شكل (أقضم وأهضم)، بدل أن يكون اجتياحًا شاملًا.
روسيا علقت المشاركة في اجتماع كان من المقرر أن يُقام يوم الإثنين الماضي في أنقرة بين الضامنين الثلاثة ( تركيا، إيران، روسيا )، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية التركي عن قمة مرتقبة يوم الأحد الماضي، للتباحث في الشأنين السوري والليبي.
الاجتماع الملغي جاء بالتزامن مع تحشيد الحكومة السورية لقواتها على تخوم ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وإرسالها لتعزيزات ضخمة إلى تلك المنطقة.
فما وصلنا من معلومات يؤكد أنّ المهلة التي أعطتها روسيا للأتراك لفتح طريق الـ ( M – 4 ) بشكل سلمي انتهت الأحد، وتؤكد أن تركيا لم تبدِ جديتها بفتح الطريق الدولي وضبط الفصائل المسلحة الموجودة في إدلب، إضافة إلى تقديم السلاح والذخيرة لها.
وأرى في تعليق الروس المشاركة في القمة الثلاثية بين وزراء (روسيا، وتركيا، وإيران) على مستوى وزارتي الخارجية والدفاع، تأتي في سياق إعطاء مهلة إضافية لتركيا للالتزام بتعهداتها بشأن إدلب، وما يتعلق بفتح طريق ( M – 4 ) وتسوية ملف الفصائل الجهادية.”
الخلاف بين رامي وبشار على أشده، هل هو الطلاق الأخير؟
“رامي وبشار باختصار هما تجسيد بشع (لروتشيلد، وهرتزل) أحدهما الوجه المالي والآخر الوجه السياسي، ومن هنا تم ابتداع توصيف حافظ الأسد القائد المؤسس.
لذلك من غير المعقول أن ينفصلا عن بعضهما في ظل المصالح المشتركة التي يوفرها كل منهما للآخر.”