انتهت مؤخرًا ندوة تمكين المرأة التي أعطاها الأستاذ “عبد الله عتر” بالتنسيق بين صحيفة حبر وجامعة إدلب، وذلك بقاعة الماجستير في كلية الآداب على مدار يومين من الساعة التاسعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، استهدفت الندوة مجموعة من السيدات من شرائح متعددة (طالبات الجامعة، وناشطات في العمل النسائي، ومنظمات تمكين المرأة، ومعلمات المدارس والمعاهد، ومُحاضرات في الجامعة وناشطات في المجتمع المدني.)
طُرح خلال الندوة عدة موضوعات نُوقشت مع الحاضرات هي:
دورة المرأة بمجتمعاتنا العربية والإسلامية وخاصة مجتمعنا السوري بالداخل والخارج، وعمل المرأة في ظل الواقع السوري الحالي وأهمية السياق الاجتماعي والثقافي في قضايا المرأة، ومفهوم العمل المنتج، ونظرة المجتمع للمرأة وأثره على نشاطها وعمران المجتمع والأسرة.
نوقشت نصوص إسلامية يُساء فهمها وتفسيرها بما ينسجم مع القواعد الإسلامية الثابتة، مثل آية: “للرجال عليهنَّ درجة” وحديث: “ناقصات عقل ودين” وعديمو العقل والدين.
صحيفة حــبــر التقت الأستاذ المحاضر للندوة (عبد الله عتر) الذي تحدث عن فائدة هكذا ندوات وأهمية عقدها بمجتمعنا بقوله:
“هدفنا تغيير نظرة المرأة لنفسها ودورها من كونها مستهلكة لا شأن لها بتغيير المجتمع إلى أن تنظر لنفسها بصفتها مسؤولة عن التغيير مثلها مثل الرجل، فهي ذات أهلية كاملة في الفقه الإسلامي مخاطَبة بتكاليف شرعية وحضارية؛ فالمجتمع لا يمكنه أن يحقق نجاحًا حقيقيًّا إلا بالنهوض برجاله ونسائه معًا، وأي تقصير في النهوض بوضع المرأة سيؤثر سلبًا على الجميع.”
وأضاف: “استعرضنا خلال الندوة مجموعة تجارب وقصص من قبل السيدات المشاركات معنا بـورشات العمل، وجميع التجارب تؤكد على العلاقة الوثيقة بين وضع المرأة ودرجة النهوض، وحاولنا رسم صورة حقيقية لما كانت عليه الصحابيات وآلية الانتقال من وضع الجاهلية إلى وضعية مرموقة تشارك فيها المرأة بكافة مجالات الحياة ابتداءً بالحرب والتطبيب وسقاية الجرحى وانتهاءً بتربية الأطفال والخياطة والدباغة.”
وأكد على أهمية توفير الحرية والكرامة للمرأة السورية بـشكل أساسي كي تختار مجال نشاطها المناسب، مع التأكيد على الكرامة بألا يحتقرها أحد بسبب اختيارها وأن الحرية مصحوبة دائمًا بـواجبات ومسؤوليات تمارس داخل سياق اجتماعي لايدمر الأسرة، وبالنهاية عدم استغلال ظروف النساء بسبب الحرب والتهجير وحمايتها من الاستغلال بشروط عمل غير إنسانية أو غير لائقة وعادلة للمرأة.
ومن السيدات الفاعلات اللواتي حضرنَ الندوة الأستاذة (سمية سيد عيسى) محاضرة في جامعة إدلب قالت: “لفت نظري عنوان الندوة كونه مختلف وجذاب، استفدت كثيرًا وصححت عدة مفاهيم لدي من الآيات والأحاديث التي كنت أظنها توحي بانتقاص المرأة، واستفدت من بعض الأحكام التي كنت أجهلها، وعلمت أني شرعًا لست مؤاخذة على الكثير من الأعمال التي كنت أجد فيها حرجًا، ولفت نظري كثرة عدد الأدوار التي مارستها المرأة في المجتمع بتاريخها الحديث، إضافة إلى تمكُّن المحاضر من المادة والمواضيع التي طُرحت ونُوقشت بأسلوب جذاب وممتع، وكذلك إسقاطاته المتنوعة على الواقع كانت ممتازة.”
إن هكذا ندوات تحمل بجَعبتها الكثير من الاستفادة، ووجودها مهم للأخذ بيد المرأة لتكون دائمًا بمنزلتها اللائقة التي ارتضاها لها دينها.