حصلت (صحيفة حبر) من مصادر خاصة على ملفات ووثائق تثبت ضلوع رئيس جامعة حلب في المناطق المحررة بقضايا فساد متعددة، وانطلاقًا من المهنية والحيادية التي اتخذناها منذ فتح ملف الجامعة التي نعدها أفضل مشروع تعليمي في المناطق المحررة، قررت (حِبر) التواصل مع كل الأطراف والتحقق من صحة الملفات التي حصلت عليها.
تواصلنا بدايةً مع رئيس جامعة حلب الدكتور (ياسين خليفة)؛ لنحاول توضيح الأمور والتحقق ممَّا وصل إلينا، ومعرفة إن كان غير صحيح، أو هناك التباس في بعض الملفات جعلها تبدو كمخالفات وقضايا فساد، إلا أن الدكتور (ياسين) رفض الرد رغم التواصل معه مرات عديدة.
ومن الملفات التي قررنا فتحها، ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي من تعيين دكتور منشق من جامعات النظام في عام 2019 في جامعة حلب في المناطق المحررة، والمشكلة الأكبر أنه مفصول من جامعة الفرات التابعة لنظام الأسد؛ لأنه كان يسرب الأسئلة للطلاب!!
وأصدر رئيس جامعة الفرات الأستاذ الدكتور (راغب العلي الحسين) قرارًا بإيقاف عميد كلية حقوق دير الزور السابق (غسان إسماعيل الياسين) عن العمل احتياطيًا لمدة ثلاثة أشهر نتيجة مخالفات منسوبة إليه.
من جانبه قال رئيس جامعة الفرات بدير الزور الدكتور (راغب الحسين) لوسائل إعلام موالية: “إن عضو الهيئة التدريسية المحال إلى المجلس التأديبي ارتكب مخالفات جسيمة خصوصًا في عملية تصحيح الأوراق الامتحانية للطلاب، حيث حصل العديد منهم على علامات لا يستحقونها أبدًا مقابل دفع مبالغ مالية”.
ورغم ذلك قبِل الدكتور ياسين خليفة الدكتور غسان ياسين للتدريس في جامعة حلب في المناطق المحررة؛ الذين كانا صديقين في جامعة الفرات، بل وأصدر له إذن سفر للدخول من وإلى تركيا من المعبر في حين يحرم عمداء الجامعة من هذا الإذن!
ولدى تواصلنا مع عدد من عمداء وأعضاء الهيئة التدريسية في جامعة حلب، أكدوا أن الدكتور (ياسين) لا يداوم في الجامعة إلا يومًا واحدًا في الأسبوع، وأحيانًا لا يداوم أبدًا وهو يدير الجامعة من غازي عينتاب، وله أربع ساعات تدريسية في كلية الاقتصاد لم يعطها أبدًا إلا مرة واحدة منذ ثلاث سنوات، بل يتم تكليف أستاذ آخر لإعطائها عنه، ورغم ذلك لا يتم اقتطاع أجر الساعات من راتبه.
ومن الأمور الأكاديمية أيضًا تعيين الأستاذ (فادي شعيب) نائب عميد لمعهد (القضاء)، ومنحه 50 دولارًا تعويضًا عن ذلك رغم أن المعهد القضائي لم يفتتح أصلاً!! الأمر الذي يكلف الجامعة مصاريف إضافية لا داعي لها.
بالإضافة إلى أن السيد (فادي) غير ملتزم بالقرارات الخاصة بالدوام، كما أنه يدرِّس بجامعات أخرى، وهذه مخالفة ثانية أيضًا علمًا أن رئيس جامعة حلب خفَّض عدد ساعاته والسماح له بإتمام شهادة الدكتوراه في الجامعة باختصاص مختلف عن الاختصاص في شهادة الماجستير التي يحملها.
وفي الرابط أدناه وثائق توضح ما تم ذكره حول الأستاذ (فادي) وعدم التزامه بالقوانين الجامعية، الأمر الذي يقابله رئيس الجامعة بتعيينه نائبًا لمعهد قضائي ومنحه مكافأة لا يستحقها أصلاً؛ لأن المعهد لم يفتتح.
https://drive.google.com/file/d/1dk4oec-1tsnKVtU5wYujgdThGXT2kDpa/view?usp=sharing
كما عَادَل الدكتور (ياسين خليفة) شهادةَ صيدلة من أكاديمية (أسترخان) الروسية دون الرجوع إلى كلية الصيدلة أو إجراء فحص (الكولوكيوم).
وتواصل عدد من طلاب كلية العلوم السياسية في جامعة حلب مع (صحيفة حبر) وقدموا شكوى بخصوص نجاح طالب ونيله العلامة الأعلى في مادة مناهج البحث في امتحانات الدورة التكميلية رغم أنه لم يتقدم للامتحان.
وبعد التحري تبيَّن أن الطالب تقدم للامتحان في مركز غازي عينتاب الذي ألغي مع مركز الغزاوية بقرار من الدكتور ياسين سابقًا!
من جانبها أكدت وزيرة التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة أنه لا علم للوزارة بهذا المركز المفتتح في غازي عينتاب، إذ إنه افتتح دون الرجوع لها.
وكان الدكتور (ياسين) قد أصدر مفاضلة جامعة حلب وبموافقة رئيس الحكومة السورية المؤقتة دون الرجوع إلى مجلس التعليم العالي المخول بطرحها أصلاً وقد أوضحنا تفاصيل ذلك في تحقيق سابق عن الجامعة.
ومن الناحية المالية يتقاضى الدكتور رئيس الجامعة راتب 900 دولار و100 دولار للقِدم الوظيفي كونه أستاذ في الجامعة، و200 دولار تعويضًا لمهمة رئيس الجامعة على أن يداوم خمسة أيام، إلا أنه لا يلتزم بذلك.
ويتقاضى 4 % من راتبه، أي ما يقارب 40 دولار تعويضًا له كونه يأمر بصرف الأمور المالية، وهو أمر غير مستحق؛ لأن الموظف يأخذ التعويض الأعلى فقط، أي يحق له قبض 200 دولار تعويضًا كونه رئيس الجامعة.
ويتقاضى أيضًا من رئاسة الحكومة السورية المؤقتة 350 دولارًا بدل مخاطر، وهي تعطى للشخص الذي يقيم في الداخل السوري إلا أن رئيس الجامعة يتقاضاها وهو مقيم في غازي عينتاب ولا يداوم إلا يومًا واحدًا بحسب عدة مصادر متطابقة.
كما اشترى الدكتور (ياسين) سيارة (فان) للجامعة، عملها الأساسي توصليه من المعبر إلى مقر الجامعة رغم أن عجز الجامعة المالي يتجاوز الـ 300 ألف دولار، مما دفع الدكتور (ياسين) إلى إصدار قرار باقتطاع 15% من رواتب الموظفين في الجامعة بسبب هذا العجز.
ونشر فريق توثيق أحداث الثورة السورية على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك قبل أيام تفاصيل وتهمًا موجهة للدكتور ياسين، ممَّا دفعنا لتكرار التواصل معه للتأكد من هذه التهم وإعطائه فرصة للدفاع عن نفسه.
وقال فريق توثيق أحداث الثورة: “ياسين الخليفة أستاذ جامعي برتبة رئيس جامعة اشتهر بفساده عند النظام، وتم فصله من جامعة الفرات بسبب أخلاقي.
ياسين خليفة يتربع اليوم على كرسي جامعة حلب الحرة، ويريد أن يستقل بالجامعة ويفصلها عن الوزارة، ويدمر التعليم ويعطي الأوامر بمحاربة الوزيرة (هدى العبسي) كما علمت فريق توثيق الثورة السورية لأنها محجبة لا يتحمل رؤيتها ويريد أن يلصق أي تهمة بها، ليتبين لاحقًا أنه شخص مشكوك بأخلاقه، ويصرح بأفكاره الإلحادية حاقدًا على المحرر.
وأي شخص يتواصل مع الوزيرة يطلبه للتحقيق ويهدده مثلما هدد أحد المهندسين المدرسين بعدم تجديد العقد إذا عمل مع الوزارة.”
وتعليقاً على ما تم نشره من قبل هذه الصفحة المسماة بفريق توثيق أحداث الثورة السورية، فإن قرار فصل الدكتور ياسين لسبب أخلاقي في جامعة الفرات منتشر بشكل كبير على وسائل التواصل، إلا أننا لا نستطيع إثباته؛ لأننا لا نملك وثيقة بذلك، كما أننا لا نستطيع نفيه؛ لأن الدكتور ياسين لم يقبل بالرد علينا وإيضاح تفاصيل الموضوع.
أما بما يخص الإشهار بالأفكار الإلحادية والعلمانية المتشددة للدكتور ياسين، فإن (حبر) تواصلت مع عدد من المقربين من الدكتور ياسين وأكدوا لنا أنه لمَّح أكثر من مرة بهذه الأفكار، وهم مستعدون للشهادة أمام القضاء بهذا الأمر، لكننا في (حبر) نؤكد أن هذا التحقيق وُضع لمناقشة الأخطاء الأكاديمية والإدارية والمالية دون الخوض بما في نفوس الأشخاص من عقائد.
ويبقى أن نؤكد أن الهدف من أي تحقيق النهوض بالجامعة عبر تسليط الضوء على مواطن الفساد فيها ومحاولة تقديم الفاسدين للمحاسبة.
1 تعليق
احمد
في اول محاضرة لدكتور عميد المعاهد الطبية يقول للطالبات المخمرات ممنوع ارتدائه في محاضرات العملي ومحاضرات النظري المهمة بحجة تاكيد حضورهم و لم يسمح لاحد بالاعتراض بحجت الاسلام والدين لانه من حيثية كلامه يريد جامعة علمانية