عبد الملك قرة محمد |
رصدت صحيفة حبر مجموعةً من المنشورات والشكاوى على مواقع التواصل الاجتماعي تخص معاناة المدنيين من مشكلة عدم التخلص السريع من النفايات المتراكمة في بعض أحياء مدينة إدلب.
وكتب أحد المدنيين على مواقع التواصل الاجتماعي: “إهمال وتقصير من قبل حكومة الإنقاذ بترحيل النفايات” وأرفق مجموعة من الصور قال عنها: “هذه الصور التقطتها الساعة 10.30 والآن أقوم بنشرها بعد العودة والتأكد من عدم ترحيل النفايات” وكشف أن الصور من الحي الشمالي بمدينة إدلب.
وأردف في صورة ثانية: “هل يعقل أن هذه النفايات والأوساخ المتراكمة لم ترحل اليوم وهي بالقرب من إحدى المستوصفات الطبية وهو مستوصف الحي الشرقي؟!”
واستنكرت صفحات إعلامية وجود ما أسموه بضرائب على النظافة رغم عدم تقديم خدمات مناسبة في هذا المجال، وجاء في المنشور الذي رصدته حبر: “القمامة تملأ الطرقات، وخدمات النظافة يشتكي منها الجميع رغم إجبار الناس على دفع ضريبة نظافة.”
وصرح مصدر خاص لحبر رفض ذكر اسمه: “وراء هذه المشكلة مجموعة أسباب، منها أن عدد آليات تفريغ الحاويات قليل بحيث كل سيارة لديها 102 حاوية، وغالباً ما تحصل مشكلة امتلاء الحاوية عندما تتعطل إحدى السيارات، فيقوم مجلس المدينة بتحميل حصة سيارة على أخرى، وهنا يترك السائق المكلف بحاويات إضافية عددًا لا بأس به حتى يستطيع الانتهاء من أكبر قدر ممكن خلال دوامه.”
ويضيف المصدر: “هناك سبب آخر وهو الضغط الإضافي على العمال بسبب وجود عقد عمل مع منظمة لإزالة الأنقاض، فالعامل يعمل من الساعة الخامسة والنصف فجرًا حتى الساعة الثامنة أو الثامنة والنصف، ثم يلتحق بالعمل الآخر مع المنظمة حتى الساعة الواحدة أو الثانية بعد الظهر.”
وأشار إلى أن “الأجور قليلة ولا يمكن للموظف أن يلتزم بعمله فقط؛ لأن الراتب لا يكفي وأحيانًا ويتأخر، لذلك يضطر بعض الموظفين للتوقيع مع المنظمة لتحسين دخلهم”.
بدورها صحيفة حبر حاورت المدير العام للمجالس المحلية السيد (توفيق سليمان) الذي قال: “نظافة مناطقنا جيدة وفق الإمكانات المتاحة، حيث يتم الترحيل بشكل يومي ويتم إفراغ كافة الحاويات، إلا أنه، وفقط، يوم السبت تكون الحاويات ممتلئة بشكل ملحوظ بسبب عطلة يوم الجمعة.”
وأشار إلى أن “عدد الضواغط محدود جدًا بالكاد يغطي العمل ولدينا ٥٦٠ حاوية موزعة على ست ضواغط، ويوم السبت الماضي تعطلت ضاغطتان ممَّا أربك العمل فتمت المعالجة بسرعة قصوى، حيث استغرق إصلاحها يومًا واحدًا فقط، ويومها تم نشر صور لبعض الحاويات الممتلئة على مواقع التواصل الاجتماعي.”
كما يتم بذل جهود جبارة مقارنة بالإمكانيات المتاحة بحسب السيد (توفيق سليمان) حيث إن “عدد سكان المدينة حوالي ٨٠٠٠٠٠ نسمة ينتج عنهم يوميًا من مخلفات القمامة حوالي ٢٠٠ طن، وعدد عمال كنس الشوارع يبلغ ٨٧ عاملاً موزعين على كافة شوارع المدينة وأزقتها، ويساعدهم في العمل ١٢ سائقًا مع ثمانية عمال تفريغ حاويات.”
ويضيف سليمان: “يشرف على العمل مدير نظافة ومعه أربعة مراقبين موزعين على قطاعات، ومن جهة أخرى تم معالجة موضوع تأمين مقلب القمامة، حيث تم إنشاء مقلب (الهباط) وتم تجهيزه بالتزفيت.”
وشدد في حديثه “على عدم وجود ضرائب نظافة، وإنما مجرد رسم مقابل خدمة النظافة وهو مبلغ بسيط جداً مقارنة بالتكاليف التي تُصرَف على قطاع النظافة من رواتب وأجور وإصلاح آليات ومحروقات وزيوت الآليات المستخدمة.”
وتزداد أهمية النظافة في إدلب مع انتشار وباء كورونا واحتمال وصوله إلى المحرر، حيث أكد مدير المجالس المحلية أن “وزارة الإدارة المحلية والخدمات أولت اهتمامًا بذلك، حيث عقدت اجتماعات للخروج بتوصيات إلى رئاسة الحكومة تتضمن سبل مواجهة الوباء، كما وجهت كافة الجهات التابعة للوزارة لاتخاذ الإجراءات مثل رش وتعقيم الدوائر والمؤسسات التابعة للوزارة، وتعقيم المياه من قبل المؤسسة العامة، للمياه وإجراءات أخرى.”