عبد الملك قرة محمد |
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس الجمعة بفيديو لأحد النازحين مقيم في (قاح) أمام قبر في جبل يقول فيه: إن أوقاف (قاح) منعته من دفن أمه في مقبرة القرية لأنه من النازحين.
وأوضح المدني في الفيديو أنه لا يوجد تبرير لرفض الدفن فمقبرة قاح فيها مكان واسع يتسع لمزيد من القبور مؤكدًا أن أحد أعضاء لجنة الأوقاف هو من قام برفض طلبه، وقال له حرفيًا بحسب الفيديو: “نحن لا نسمح بدفن الغُرباء في مقبرة بلدتنا”.
صحيفة حبر تواصلت مع صاحب الفيديو الذي يدعى (عبد الرحمن السيد) الذي صرح لنا بتفاصيل ما حصل معه في قاح.
عبد الرحمن قال: “بعد حادثة الوفاة أرسلت ابني وخاله عند أصحاب الأرض الذين تبرعوا فيها كمقبرة للقرية، ثم أحالوهم إلى إمام المسجد الذي أحالهم بدوره إلى أبو جهاد اليوسف فهو أحد المسؤولين في لجنة الأوقاف، لكن أبو جهاد اليوسف رفض طلبهم بالسماح بقبر أمي في مقبرة البلدة وقال: (نحن للغربتلية ما منعطي قبر روحوا على كفر لوسين أو أطمة.. نحن لا نقبل أن ندفن أحد عنا)” بحسب ما صرح عبد الرحمن لحبر حرفيًا.
يضيف عبد الرحمن: “بعد ذلك ذهبت بنفسي مع المختار إلى أبي جهاد اليوسف الذي كرر رفضه، فقلت له: كم تبلغ قيمة القبر أنا جاهز للدفع، لكنه رفض وشدد بأنهم لا يريدون قيمة قبر ولا يريدون لأحد أن يدفن عندهم، وقال للمختار: ادفنها على مسؤوليتك.”
وأضاف عبد الرحمن: “عندما قال أبو جهاد اليوسف هذه الجملة، قلت له: (إذا وصلت القصة للمسؤوليات سأدفنها في مكان آخر) ثم قمت بدفنها بمساعدة شبان من الدفاع المدني التابع لحريتان الذين ساعدونا بحفر الصخر في الجبال حتى تمكنا من دفن أمي.“
ونوه عبد الرحمن أن إمام المسجد الكبير في القرية جاء مساءً إليهم فأخبرناه بما حصل فكشف لهم أن هذا الشخص الذي رفض دفن أم عبد الرحمن طلب من إمام المسجد عدم إرسال أي شخص نازح ليأخذ منه الإذن بالدفن، فالأمر محسوم ونقل عبد الرحمن عنه: “لا بقي حدا يبعت لعندي ناس تاخد الإذن بالدفن نحن ما منوافق أن يدفن أحد في مقبرتنا”
وأشار عبد الرحمن إلى أنه يقطن في (قاح) منذ أربع سنوات وشهرين، وهو يملك عقارًا في الجهة الشمالية من (قاح) مقيم فيه مع عائلته.
بدروها صحيفة حبر تواصلت مع أبو جهاد اليوسف الذي رفض عملية الدفن وسألناه عن مجريات ما حصل، لكنه رفض الإدلاء بأي تصريح وشدد بالعودة إلى الوزارة واكتفى بتكرار جملة (التوضيح عند وزارة الأوقاف).
أيضاً تواصلنا مع السيد (محمد عثمان قوجو) أحد المسؤولين في لجنة قاح أيضاً الذي رد بالتالي: “أخي أي استفسار موجود عند رئاسة الوزراء والعلاقات العامة بالوزارة ووزير الأوقاف”.
كما تواصلت حبر يوم الجمعة مع وزارة الأوقاف في حكومة الإنقاذ التي أكدت أنها سترسل لنا تصريحًا فوريًا يوضح مجريات ما حصل ووصل البيان أو التصريح مساء يوم السبت ونحن ننشره كما هو:
أبو حذيفة مسؤول أوقاف شعبة اطمه والمخيمات: “تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد النازحين من بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، يدعي أن لجان الأوقاف في منطقة قاح شمال إدلب، منعته من دفن والدته في مقبرة البلدة لأنه ممنوع دفن النازحين فيها.
وفي حقيقة الأمر أنه لا علاقة للجان الأوقاف في مسألة المقابر، إنما المسؤول عن الأمر أهل البلدة، ولجان الأوقاف لم تمنع أحد من الدفن في مقابر البلدة، وإنما الشخص الذي منعهم من الدفن هو من وجهاء البلدة، وإننا في وزارة الأوقاف نستنكر الأمر ولا نقبل بالذي حصل ، علماً أن مقبرة قاح دفن فيها العشرات من النازحين ولم يمنعهم أحد من الدفن، يذكر أن هناك مقبرتين للنازحين في كل من قرية كفر لوسين وأطمة”.
بقي أن نذكر أننا تواصلنا مع رئيس مجلس بلدة قاح (محمد سعيد جلو) الذي قال في البداية: “إن ما حصل هو تصرف فردي لا يمثل اللجنة، والأوقاف هي المسؤولة ولم يتواصل عبد الرحمن معنا نحن المجلس المحلي، وليس لنا علاقة بعمل الأوقاف فعملنا مستقل عنهم.”
وأكد السيد محمد أن “التواصل مع لجنة الأوقاف مستمر لمعالجة الموضوع بما يخدم كل النازحين في البلدة، ولو أن السيد عبد الرحمن زار المجلس وعرض الأمر لعالجنا الموضوع، وحادثة كهذه يجب ألا تتكرر، فهؤلاء النازحون نعدهم كالمقيمين في الخدمات وغيرها، كما أن المجلس يستنكر مثل هذه التصرفات.”
وذكر في ختام حديثه: “مقبرتنا حديثة فيها حوالي 20 قبرًا معظمهم من النازحين والمهجرين، ومن المحتمل أن يكون عبد الرحمن قد قصد الشخص الخطأ.”