حسن كنهر الحسين |
ماتزال العائلات تنزح نحو المدن المتاخمة للشريط الحدودي مع تركيا جراء استمرار الحملة العسكرية لنظام الأسد وروسيا منذ عدة أشهر على أرياف إدلب وحلب، ما خلف كارثة إنسانية وصفت على أنها مأساة القرن.
حملات الاستجابة التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني ماتزال مستمرة لاحتواء ما استطاعت من أعداد النازحين التي تجاوزت المليون، عبر إقامة مراكز إيواء مؤقتة وإقامة مساكن ومخيمات جديدة، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم لهم.
صحيفة حبر سلطت الضوء على عدد من المنظمات التي تعمل على خدمة النازحين بما تقدمه من مشاريع. منظمة (ساعد الخيرية) بدأت باستقبال النازحين الجدد من أرياف حلب ومحافظة إدلب عبر إقامة مراكز إيواء مؤقتة في بلدة (شبيران) شمال مدينة الباب بريف حلب لاستقبالهم تمهيدًا لإقامة مخيمات ومساكن جديدة لهم.
يقول مدير مركز الاستقبال والعبور في مركز الإيواء المؤقت (خالد الحسين): “إن المركز يتألف من 26 خيمة كبيرة وتتسع كل خيمة لـ 80 شخصًا، بعضها مخصص للإناث والآخر للذكور، حيث يشرف على كل خيمة طاقم من الموظفين والموظفات لخدمة النازحين في تلك الخيم، كما تم تزويد المركز بصالة ألعاب للأطفال، فضلاً عن تقديم وجبات الغذاء اليومية ومياه الشرب الصحية، بالإضافة إلى تزويد الخيم بالتدفئة والمياه الساخنة”.
بعد توافد دفعات المهجرين عمدت بعضت الجمعيات إلى بناء المخيمات والمساكن، وبعضها عمل على تقديم الدعم المالي والسلل الاغاثية بالإضافة إلى تقديم وجبات الغذاء اليومية للنازحين ومواد التدفئة وغيرها من المستلزمات الضرورية للمهجرين.
أما (جمعية التعاون) فقد قال مديرها (فضل العكل) عند سؤالنا عمَّا قدموه للنازحين: “تم تجهيز عدد من مراكز إيواء مستعجلة لاستيعاب موجات النزوح المؤقتة ريثما يتم بناء المزيد من المساكن، حيث قمنا بإنشاء أكثر من 300 غرفة بشكل مستعجل في بلدة (باريشا) وقد تم تخصيصها للمهجرين من أسر الشهداء والمعتقلين وذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل جارٍ على إكمالها لـ 550 غرفة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المهجرين، كما عمدت الجمعية على ترميم عدد من المنازل وتجهيز منازل أخرى تمهيدًا لتسليمها للوافدين الجدد”.
ويتابع (العكل): “تم تخصيص عدد من السيارات لإخراج الأهالي من المناطق التي تتعرض للقصف، كما تقوم الجمعية على تقديم المساعدة لأكثر من 12 مخيمًا في أنحاء مختلفة من الشمال السوري عن طريق تقديم الخبز والسلل الإغاثية ومواد التدفئة والماء للعائلات الموجودة في تلك المخيمات”.
أما بالنسبة إلى (منظمة إنسان الخيرية) فقد بدأت بالتنسيق مع عدد من المنظمات والجمعيات الخيرية بإطلاق عدد من المشاريع الإغاثية والسكنية لاحتواء موجات النزوح الأخيرة، (عبد الناصر التعتاع) مدير منظمة إنسان يقول: “المنظمة أطلقت مشروع المليون ربطة خبز بالشراكة مع منظمات skt , ihh عبر توزيع ما يقارب 4000 ربطة خبز مجانية على النازحين في مخيمات (أرمناز، وكلي، ومعرة مصرين) بشكل يومي، وذلك ضمن المرحلة الرابعة من المشروع، كما وزعت بالشراكة مع منظمة طوبى أكثر من 7000 وجبة طعام على النازحين الجدد في المخيمات والتجمعات الحدودية، كما أطلقت المنظمة حملة تحت مسمى (وسارعوا) لجمع مساعدات نقدية وتقديمها للمهجرين الجدد، وقد جمعت ما يقارب 15,000 دولار”.
ويضيف (تعتاع): “قمت بإنشاء مخيم في بلدة باتبو بجهد شخصي، عن طريق جمع التبرعات من بعض المحسنين في دولة الكويت، ويتألف المخيم من 150 غرفة مجهزة ومخدمه بشكل كامل، بالإضافة لـ 30 خيمة، ويجري التنسيق ووضع اللمسات الأخيرة تمهيدًا لتسليمها للوافدين الجدد”.
ليست وحدها المنظمات التي قرعت ناقوس الخطر لاستيعاب موجات النزوح المتوالية، حيث عمد عدد من الأعيان في قرى وبلدات ريف إدلب إلى جلب بيوت الأفراح والعزاء إلى المناطق الحدودية ونصبها وتحويلها إلى مراكز إيواء مؤقتة، حيث تم تجهيزها بشكل كامل من قبل الأهالي وتم تزويدها بالاحتياجات الأساسية اللازمة للوافدين الجدد.