سلوى عبد الرحمن |
يكاد لا يخلو منزل من وجود صيدلية صغيرة تحتوي على بعض الأدوية الإسعافية أو العلاجية للحالات الطارئة التي قد يتعرض لها أحد أفراد العائلة من حوادث وإصابات وأمراض تتطلب معالجة سريعة، حيث لا يملك أهل المريض الوقت الكافي للتوجه إلى الطبيب، أو وجود حالات مرضية بسيطة قد لا تتطلب مراجعة طبيب في حال توفر بعض الأدوية للإسعافات الأولية من صيدلية المنزل.
الصيدلانية “سوسن السعيد” من مدينة إدلب أوضحت أن محتويات صيدلية المنزل تختلف حسب الأسرة وتركيبتها، ففي حال وجود أطفال يُفضل استخدام الشرابات والتحاميل، وبشكل عام يجب أن تحتوي على مسكنات وخافض حرارة من حبوب وتحاميل كالباراسيتامول والبروفين ومشتقات الديكلوفيناك أو البنادول إضافة إلى مضادات الإقياء والإسهال والتشنج وأدوية الاحتقان والتحسس، كما يمكن الاحتفاظ بحقن عضلية إن كان أحد أفراد الأسرة يُجيد إعطائها.
ونظرًا للوضع الراهن وكثرة الإصابات والأمراض في سورية، يجب ألا يغيب عن بال ربِّ الأسرة ضرورة وجود المعقمات والضمادات ومراهم الحروق تحسبًا لأي طارئ قد يمنع من الصول إلى المراكز الطبية، بحسب ما قالت “السعيد”.
الخبرة في أدوية المنزل ضرورة
لا أهمية لتوفر الأدوية في صيدلية المنزل دون خبرة في طريقة إعطائها والجرعات اللازمة، فهناك شروط ومحاذير معينة لا بد من مراعاتها، خاصة من قِبل الأم، فهي من تقوم بإعطاء الأدوية لأطفالها وزوجها في معظم الأحيان.
وعن أدوية الأمراض المزمنة أشارت “السعيد” إلى ضرورة اقتنائها بشكل مستمر، فمرضى الربو مثلًا يحتاجون إلى بخاخات موسعة للقصبات، وكذلك مرضى الاحتشاء القلبي والضغط بحاجة إلى اقتناء المميعات والموسعة الهوائية من النتروغليسرينات، لأنها إسعافية في حينها.
ونوهت إلى ضرورة الاحتفاظ بالنشرات المرفقة مع الأدوية، مع مراعاة المعرفة بها، فهنالك الكثير من الأخطاء في قراءة مضاد الالتهاب غير السيتروئيدي على سبيل المثال وتفسيره على أنه مضاد التهاب، بينما هو في الواقع مسكن ألم وخافض حرارة بشكل أساسي إضافة إلى أنه مضاد التهاب للمفاصل.
لذلك أكدت “السعيد” على ضرورة كتابة الصيدلي على العبوة للمريض وقت شراء الدواء أفضل بكثير، خاصة لمن قراءته محدودة، مع عدم إغفال الآثار الجانبية للأدوية واختلاطاتها.
طريقة حفظ الأدوية في المنزل
تحتاج الأدوية بشكل عام إلى حفظها في مكان جاف ومظلم وبارد بدرجة حرارة أقل من 25 درجة مئوية وليس أقل من 5 درجة، كما يجب الانتباه إلى الرطوبة التي تُخرب الأدوية وخاصة الحبوب، إضافة إلى أهمية تأمينها في مكان بعيد عن متناول الأطفال، فبعض الأدوية من الممكن أن تُسبب خطرًا على حياتهم مع الانتباه إلى تاريخ صلاحيتها والتخلص من الأدوية المنتهية الصلاحية بشكل دوري.
التوعية الطبية
إن الارتقاء بمستوى المعرفة الصحية ضرورة ملحة خاصة في إسعاف الحالات الطارئة، والصيدلي والطبيب هما المرجع الأساسي للأمان في استخدام الأدوية، وينبغي عليهما التركيز على توعية المرضى بالآثار السلبية للاستخدام العشوائي للأدوية والمسكنات المركزية على وجه الخصوص التي تترك أثرًا على الجهاز العصبي (السيتاكودئين والترامادول) وغيرهما من هذه الزمرة، بحسب ما أشارت “السعيد”.