تتواصل عمليات الاغتيال في الشمال السوري المحرر، حيث امتدت لتصل الريف الغربي من ريف حلب، فقد شهدت بلدات وقرى ريف حلب الغربي خلال الفترة الوجيزة الماضية ومنذ قرابة الشهر تحديداً انتشار ظاهرة الاغتيالات على أيدي مجهولين، بحق عدد من الناس سواء أكانوا عسكريين أم مدنيين، وذلك بسبب الحالة الأمنية الهشة في المنطقة وتغلغل خلايا نائمة تقوم بتلك الاغتيالات، ممَّا يفرضُ على الجهات الأمنية اتخاذ إجراءات جديّة وترسيخ دعائم التعاون ونبذ الخلافات الفصائلية للمساهمة في الحدّ من هذه الأعمال التي تستهدف تفكيك النسيج السوري داخل المناطق المحررة، وهذا يستدعي القبض على فاعليها واتخاذ أقسى أنواع العقوبة بحقهم.
فلا يكاد يمرُّ يوم على امتداد أرياف حلب وإدلب إلا ويُعثر فيه على أحد الجثث المرمية على قارعة الطريق أو بين أحراش الزيتون، ومن ضمن هذه الاغتيالات حادثة فريدة من نوعها أودت بحياة أخوين في مدينة الأتارب، وللخوض في تفاصيل الحادثة التقت صحيفة حبر بـ”أحمد مكسور” رئيس مخفر شرطة الأتارب الحرة الذي صرَّح أنه وقعت في يوم الإثنين من الأسبوع الماضي عملية اغتيال وجريمة فظيعة لاثنين من الإخوة الأول “محمود السيد” /14/عاماً وشقيقه “جهاد السيد “/19/عاماً أصحاب محل صرافة ودكان صغير لبيع الدخان، حيث تمت الحادثة أثناء عودتهم إلى بيتهم، ولا معلومات حتى الآن عن عدد الأشخاص القاتلين.
كما أضاف “المكسور” أن الهدف من اغتيالهم هو سرقة المبلغ المالي الذي كان معهم ويبلغ /50/ ألف دولار ومليون ليرة سورية، وأن المدينة تتعرض لأول مرة إلى مثل هذه الحوادث، وقد أثرت في نفوس الناس كثيرًا، حتى أن أباهم لم يسمح بإقامة عزاء حتى يتم العثور على القاتل والقصاص منه.
وأردف المكسور قائلًا: “إن عملية القتل تمَّت بمسدسين من نوع /9/ مستخدمين كواتم صوت، وتم العثور على سبع فوارغ في مكان الجريمة، حيث تم إطلاق ست رصاصات على الأخ الأكبر واثنتين على الصغير، كما أن المغدورين كانا يقودان سيارة من نوع “هوندا” وبعد إطلاق النار عليهما اصطدمت السيارة بشجرة مما أدى إلى تأذيها، ونحن الشرطة حرة بدورنا استدعينا الطبيب الشرعي والقاضي ليتم تحديد سبب الوفاة وهو النزف الدماغي الحاد للأخوين الإثنين.”
وفي هذا السياق أكد المكسور “أنه لم تتمكن الشرطة الحرة حتى هذه اللحظة من الحصول على معلومات عن المجرمين ولا حتى عن الآليات التي كانوا يستقلونها، وذلك بسبب أن وقت تنفيذ الجريمة لم يكن أحد من المارة موجودًا في المكان، وهذا يدل على احترافية القاتلين، ونحن بدورنا نحاول التقصي والوصول إلى أي معلومة وسنتابع التحقيق في الموضوع ريثما يتم العثور على الفاعل.”
جريمة جديدة وضحايا جدد يدخلون في سياق التعداد الرقمي بانتظار جهود تساهم في تأمين الأمن والسلام للمحرر.