عكيد جولي
لو كان الدولار رجلاً لقتلته، هكذا تحدَّث مواطن من مدينة عامودا في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، فقد بات الدولار اليوم هو الآمر الناهي بين البائع والشاري، فكل شيء هنا يقاس بالدولار، الوقود والخضار…. حتى ضغط الدمِ يرتفع بارتفاع الدولار.
العملة الصعبة أو الورقة الخضراء كما يسميها المواطنون، أصبحت كابوساً تراود أحلامهم وتخيفهم في كل ليلة، كما أصبحت متابعة سعر صرف الدولار على رأس لائحة يوميات المواطن.
موجة ارتفاع الأسعار تضرب عموم محافظة الحسكة، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، حتى بلغ سعر الدولار في الآونة الأخيرة 438 ل.س، ممَّا أثار سخط المواطنين وتذمرهم من هذا الارتفاع، وما يثير غضب المواطنين، هو عدم انخفاض أسعار السلع والمواد الغذائية مع انخفاض الدولار، ويعتبرونها احتكارا من قبل الباعة والتجار على حد سواء.
وفي هذا السياق, تحدَّث أحد تجَّار المواد الغذائية “قاسم رمضان” لـصحيفة حبر حول هذا الموضوع قائلاً “المواطنون دائما يحمِّلوننا المسؤولية في ارتفاع الأسعار، ولكن لا يدركون مدى تعرضنا للمتاعب في عملية وصول البضاعة إلى المنطقة، فكل الطرق التي تؤدي إلى محافظة الحسكة من المحافظات السورية الأخرى مغلقة من قبل تنظيم داعش، ومع إدخال كل شاحنة محملة بالبضائع، تُفرض علينا الضرائب و الإتاوات من قبل التنظيم الإرهابي”. وفي سياق حديثه أضاف رمضان “عندما تُفرض على بضائعنا الإتاوات والضرائب، نصبح مجبرين على رفع الأسعار، كي لا نخسر في بضائعنا” وتابع رمضان قائلا: “إلى جانب كل هذا نقوم بشراء المواد الاستهلاكية بالدولار، لذلك ترتفع الأسعار بارتفاع الدولار”.
هنا يبقى الفقير وحده أسير الأسعار، حيث يعمل دون كلل او ملل، يركض وراء قوته اليومي دون أمل، حتى الأقدار لديه معلقة بالأسعار التي باتت شبحاً تطارده في كسرة الخبز وإكساء أفراد عائلته.
جميل حسين، تحدَّث حول الموضوع قائلا: “معاناة المواطن كثيرة جداً، ومن أصعبها ارتفاع سعر الدولار، كل شيء غالٍ في هذا البلد إلا الإنسان” وفي سياق حديثه، ذهب حسين إلى أنَّه بجانب ارتفاع الأسعار في السوق تزامنا مع ارتفاع الدولار، لا يوجد أي جهاز مراقب على التجار والباعة الذين يحتكرون السلع، ويرون المواطن دمية بين يديه.
إنَّه عام الرمادة، حلّ على العباد، عبادٌ بحاجة إلى عدالة عمر لينقذهم ممَّا تبقى من البلاد، على حدِّ تعبير المواطنين.