ندى اليوسف |
مايزال طلاب جامعة إدلب مستمرين في دراستهم رغم كافة الظروف الصعبة التي تواجههم، إلا أن معاناة جديدة وقفت عائقًا كبيرًا أمامهم هذا العام، دفعت الكثير منهم إلى إيقاف دراستهم، تجلت بعدم السماح للطلاب بالتعاقد مع سيارة مُحددة تقلهم إلى جامعتهم ذهابًا وإيابًا بعد أن كان ذلك مسموحًا في السنوات السابقة.
صحيفة حبر التقت (قاسم مصطفى) أحد سائقي السيارات الذي شرح لنا القضية بشكل مفصل قائلاً: “نحن سائقي السيارات وُضعنا تحت الأمر الواقع، كنَّا في السنوات السابقة نتعاقد مع الجامعة من أجل حمل الطلاب إلى كلياتهم، ونأخذ الطالب من أمام منزله ونضعه أمام كليته دون أي صعوبات تواجهه، وكل الأمور ميسرة بالنسبة إلى الطالب”.
مضيفًا: “إلا أننا الآن وُضعنا تحت الأمر الواقع، إذ لن يُسمح لأي طالب بالتعاقد معنا، لأنه صار مجبرًا بأن ينزل إلى الموقف في بلده ليصعد بأي سيارة موجودة ويذهب إلى كليته، والسيارة حصرًا ستنزله في كراج المدينة لينتظر باص النقل الداخلي ويتوجه إلى كليته.”
إن هذا الأمر تسبب بمتاعب كبيرة للطالب الجامعي تتعلق بزيادة التكاليف والمصاريف، فضلًا عن تضييع وقت الطالب وجهده.
وأردف السائق (مصطفى):” الطلاب أغلبهم تبعد الموقف عنهم من 5 حتى 3 كم، فبعد أن كانت السيارة تأخذهم من أمام منزلهم، أجبروا الآن على الاستيقاظ باكرًا وقطع كل هذه المسافة في المطر والبرد ومعهم كتبهم وأغراضهم حتى يصلوا الموقف”.
وأضاف (أحمد) بأن “الطالب الذي لا يجد باصًا عندما يصل الكراج، ولكي لا يتأخر عن محاضرته، يأخذ تكسي أجرة من الكراج إلى الكلية بـ 10 ليرات تركية، وكذلك الأمر عند انتهاء دوامه، ويكون بذلك دفع 20 ليرة فقط أجرة تكاسي من وإلى كليته”.
في حين تساءل سائق آخر عن تغاضي الحكومة عن قضية الاختلاط بباصات النقل الداخلي، بينما كانت سابقًا تشدد على قضية الاختلاط في السيارات قائلاً: “بباص النقل الداخلي زحمة كبيرة، وكل طالب يقعد مقابيل طالبة، وهذا الكلام أكبر غلط، أليس الاختلاط ممنوعًا؟!”.
بعد أن كانت (نور) تصل منزلها في الساعة الثانية ظهراً، أصبحت الآن لا تصل قبل الساعة الرابعة شارحة لنا معاناتها: “انتظرت أمام الكلية ثلث ساعة حتى أتى الباص، إلا أنه كان ممتلئًا، فانتظرت ثلث ساعة أخرى حتى أتى باص ثانٍ، لكنه كان ممتلئًا أيضًا، فانتظرت الباص الثالث، وفي الكراج إن وجدت سيارة سأبقى منتظرة حتى تُملأ بالركاب بوقت يستغرق الكثير، وبذلك أصل متأخرة إلى منزلي ومنهكة من شدة التعب”.
باصات النقل الداخلي وزحامها بؤرة للعدوى من كورونا، تقول الطالبة (نور): “الباصات تشهد ازدحامًا كبيرًا بشكل ينقل عدوى كورونا بكل سهولة، في وقت ارتفعت فيه أعداد الإصابات والوفيات بسبب كورونا، إذ يجب التقليل من الازدحام الشديد، وهذا ما تفتقده باصات النقل الداخلي”.
رئيس جامعة إدلب الدكتور (أحمد أبو حجر) وضَّح لصحيفة (حبر) بأن الجامعة تسعى لإيجاد حلٍ للطلاب، حيث قال: “في جامعة إدلب وقعنا عقودًا مع السيارات التي بلغ عددها 150 سيارة من القرى الصغيرة، وسيتم الإثنين القادم توقيع عقود مع بقية المناطق كلها”.
ويأمل الطلاب من جامعتهم أن تنظر في أمرهم وتخفف عنهم الصعوبات التي عانوها جراء ذلك القرار.