لا زالت معركة حلب، وعموم المعركة في سوريا تستقطب اهتمام وسائل الإعلام الإيرانية في ظل النزيف الذي ترتبه على الدولة والشعب في إيران.في هذا السياق وصفت صحيفة “إيران” الرسمية، التابعة للحكومة الإيرانية معركة حلب بـ”جهـنم الإيرانيين والمليشيات والقوات العسكرية التي تقاتل بجانب القوات الإيرانية”.وتحدثت الصحيفة في تقريرها عن تقدم الثوار في مناطق ومدن الشمال السوري، كما أبرزت الوضع الإنساني المزري في حلب وسقوط العديد من الضحايا نتيجة الحرب، التي تشارك فيها إيران كـ”طرف أساسي”، حسب وصفها.كلام الصحيفة؛ تحديدا وصفها معركة حلب بـ”جهنم الإيرانيين”، استفز الصحف والمواقع الإيرانية المقربة من الحرس الثوري.فقد ردت صحيفة “وطن أمروز” على صفحتها الأولى على تقرير صحيفة “إيران” بمقال بعنوان “إيران ضد روحاني!”.وقالت الصحيفة إن تغطية “إيران” للحرب في سوريا تعتبر سياسة إعلامية “تستهدف الأمن القومي الإيراني”، وتساهم في “دعم الإرهابيين التكفيريين في سوريا”.وأضافت “وطن أمروز”: “حذّر نصر الله بجمان فر -رئيس اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني- وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي علي جنتي من التقارير المشبوهة التي كتبتها صحيفة “إيران” حول معركة حلب، معتبرا تغطيتها داعمة للمعارضة في سوريا”.
وطالب بجمان فر من حكومة الرئيس الإيراني توضيحا رسميا حول ما نشرته صحيفة “إيران” عن معركة حلب، التي سقط فيها قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني وآخرهم العميد غلامي.
وقالت “وطن أمروز”، إن نشر صحيفة “إيران” الرسمية “صورة الطفل عمران السوري للرأي العام الإيراني، تعتبر طعنة في ظهر قوات محور المقاومة في سوريا؛ لأن نشرها بهذا الشكل يشوه صورة المدافعين عن المزارات الشيعية”.
واعتبرت الصحيفة أن نشر الصورة للرأي العام الإيراني “يظهر المعارضين السوريين على أنهم مظلومون ومضطهدون”.وتابعت “وطن أمروز”، أن نشر الصورة “يتماشى تماما مع وسائل الإعلام الأجنبية المعادية لإيران، التي نشرتها لممارسة الضغط الإعلامي والسياسي ضد إيران”.
وقال مندوب مدينة أصفهان في البرلمان الإيراني إن “هناك تيارا مدعوما من الخارج أصبح نافذا داخل إيران، واستطاع التسلل إلى بعض وسائل الإعلام”، مضيفا أن “نشر صورة الطفل عمران في صحيفة إيران الرسمية يظهر دور هذا التيار داخل وسائل الإعلام الإيرانية لضرب إيران من الداخل”.
وكشفت صحفية “وطن أمروز” عن “مفاوضات تجري الآن بين إيران وبعض دول المنطقة بصورة سرية حول سوريا”، معتبرة أن “نشر تقارير كهذه؛ تظهر المعارضة السورية بموقف القوي والمظلوم، يعتبر بمنزلة رسائل دبلوماسية إيرانية خاطئة، تُرسَل إلى الدول التي تتفاوض إيران معها في هذه المرحلة الحساسة من الحرب في سوريا”.
ويرى مراقبون للشأن الإيراني من الداخل أن “الخلافات بين الحكومة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني على إدارة الملفات الخارجية بات واضحا من خلال تغطية الصحف والمواقع الإيرانية لقضايا المنطقة”.
المصدر : عربي21