د. وائل الشيخ أمين |
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً مهماً من حياة معظم أبناء الجنس البشري، يأخذ هذا الجزء حيزاً كبيراً من وقت الكثيرين ومن تفكيرهم واهتماماتهم، ولكل ذلك فإنني أعتقد أن أمراضاً نفسية جديدة ستظهر إن لم نقل إن علم النفس كله سيدخل مرحلة جديدة.
هنالك أمراض جديدة بدأت تظهر حدتها بعد وسائل التواصل الاجتماعي، من أخطرها حتى الآن الحرص على جذب اهتمام الآخرين إلى درجة مرضيّة أحياناً!
لا شك أن اهتمام الإنسان برأي الآخرين هو شيء متجذر في النفس البشرية، لكن وسائل التواصل الاجتماعي ضخَّمت ذلك إلى حدٍّ مُريع، ترى ذلك في تسول الإعجابات على الفيسبوك، وتراه في جعل البعض أنفسهم مثار سخرية يضحك الناس عليهم ليجلبوا عدداً أكبر من المشاهدات حتى أصبحت التفاهة طريقاً مختصراً إلى الشهرة!
ترى ذلك أيضاً على السناب شات، حيث يحرص أبناء الطبقة الثرية على التفاخر بما لديهم من بذخ بأسلوب سخيف، وكشف خصوصياتهم العائلية، وجعل حياتهم الخاصة منصة عامة يتابعها الجميع ليحصلوا على تعليق: واو ! وزيادة عدد المشاهدات.
ترى ذلك أيضاً في محاولات البعض أن يجذب الانتباه بتصوير نفسه وهو يقوم بمغامرات خطيرة جداً أودت بحياة البعض أثناء التصوير!
بلغ الأمر حداً مرضياً ملحوظاً، أصبحت الجماهير إلهاً يعبد! ووسائل التواصل معابد، وما ينشر من مواد قرابين لطلب رضا الإله! والبعض قضى شهيداً!
وفي سبيل لفت انتباه الجماهير، تجوز كل الوسائل، فمنذ بضعة أشهر قام المخرج بايزيد بمسرحية تحولت إلى فضيحة، وقبل بضعة أيام لحقه يونس قنديل على الطريق نفسه.
وأعتقد أن هنالك الكثير من عُباد الجماهير مستعدون أن يقوموا بمثل ما قام به بايزيد وقنديل عندما يشعرون أن الاهتمام الذي يحظون به لا يشبع جوعهم. نسأل الله العافية.