د. وائل الشيخ أمين |
نحن على موعد بعد قرابة شهر لعاصفة مواعظ تحت عنوان “كن عبد الله، ولا تكن عبد رمضان” وفي أثناء ذلك نحن معرضون لكمية كبيرة من التوبيخ؛ لأن المساجد في صلاة الفجر لا تكون بعد رمضان كما هي فيه، ولأن الناس تترك قيام الليل وتتراخى فيه بعد رمضان.
وربما سنتفكر في تلك اللحظة، ونتساءل: وهل نحن سيئون لهذه الدرجة؟!
لكننا ما أردنا في رمضان إلا أن نزيد من اجتهادنا في الطاعات تقرباً إلى الله واغتناماً لموسم الرحمة والعتق من النار.
ستقول في نفسك وأنت محق: لكنني بعد رمضان لا أشعر بالطاقة والقدرة نفسها التي كنت أشعر بها في رمضان، كما أنني لا أملك الحافز نفسه.
ثم إن هؤلاء المشايخ أنفسهم كانوا يعظوننا ويطلبون منا أن نزيد في الطاعة في هذا الشهر ويقولون: إنما هي أيام معدودات…
هل كانوا يسخرون منا؟! يطالبوننا بزيادة الطاعة، وعندما نفعل ذلك يقولون: إننا عبيد رمضان، ولسنا عبيد الله!
من الصحي والطبيعي أخي أن تكون في شهر رمضان خير منك بعده في عباداتك.
على أن يكون حالك بعده خير من حالك قبله.
كثير من عبادات رمضان مرتبطة بنظام اليوم في رمضان، فمعظم الناس يتناولون السحور، وبالتالي يكونون وقت أذان الفجر في كامل يقظتهم ونشاطهم، وبالتالي لا شك أن صلاتهم الفجر في جماعة أسهل في رمضان منها بعده، ليس لأنهم عبيد رمضان بل لأنهم يتسحرون.
كذلك صلاة قيام الليل؛ لأنها تكون في رمضان جماعة في المسجد، وخلق كثير من الناس يؤديها، وحياة الناس في رمضان قائمة على أساس أن هنالك صلاة تراويح، فلا شك أنها أسهل من صلاة القيام في الأيام العادية، فلا تجزع أخي ولا تقصر في عبادتك في رمضان خشية قلتها بعده.
نصيحة أخيرة: لو أردت أن تكتسب عادة جديدة في رمضان فلا تربطها بنشاط سيتغير بعد رمضان.
مثلاً لو أردت أن تواظب على قراءة جزء من القرآن، فقم بذلك بعد نشاط تؤديه في رمضان وبعد رمضان، ولا تقم به مثلاً في وقت ستكون فيه نائماً بعد رمضان.
وتأكد أخيراً أنك إن كنت عبداً لله ستزداد عبادتك في رمضان عمَّا قبله وما بعده، هكذا كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحين.