غسان دنو |
قدَّمت إحدى الشركات المستوردة للدخان عرضًا مغيرًا لزبائنها لربح علبة دخان مجانًا في حال أعاد الزبون ثلاث علب فارغة للبائع.
وبحسب منشور متداول، أعلنت شركة (منهل) الوكيل لماركة (أوسكار) عن العرض عند جمع العلب الفارغة لكل من ماركة (اختمار، واوسكار).
المنشور أثار جدلاً واسعًا في المناطق المحررة عن سبب العرض، خاصة أن علبة (أوسكار) تباع بثلاث ليرات تركية، و(اختمار) بسعر أقل نصف ليرة.
(صحيفة حبر) تواصلت مع الشركة عبر الرقم المُدرج في ملصق المنشور، لكن صاحب الرقم قال: “النمرة غلط” ليبقى الأمر مبهمًا بشكل كبير.
وباستمرار البحث والتقصي عن الموضوع، حصلت (صحيفة حبر) من أحد الباعة في محافظة إدلب على معلومات، مع التحفظ على ذكر اسمه بسبب الحظر على بيع الدخان ومشتقاته من قبل حكومة الإنقاذ، حيث أجاب (أبو محمد): “يعود السبب لزخم المنافسة مع الماركات التركية التي غزت الشمال المحرر، لرخص ثمنها مقارنة مع الماركة صاحبة العرض.”
وعند سؤاله إن كانت علبة (أوسكار واختمار) منتهية الصلاحية (مضروبة) أجاب قائلاً: “ليس بها أي مشكلة، والزبائن تتهافت عليها بسبب العرض.” وأردف: “لكني لم أتعامل بالعرض مطلقًا.”
كما سألنا أحد المدخنين عن الموضوع فيما إذا دفعه لتغيير نوع دخانه إلى الماركتين، ليجيب أنه “لم يُقدِم على الأمر، لكن هناك العديد من أصدقائه انجرفوا وراء العرض، حتى أنهم باتوا يدخنون بشكل أكبر ليكسبوا علبًا مجانية.”
وقد تباينت آراء الشارع السوري حول العرض، فمنهم من ذهب لترويج إشاعة حول إمكانية استخدام ورق السلوفان لعلبة الدخان في تزوير العملة التركية، حيث يُستخدَم لونها الفضي كبديل غير مكلف للخطوط فضية اللون التي تستخدمها الحكومة التركية لضمان عدم تزوير عملتها.
فيما أثار آخرون فكرة دعم الليرة السورية عبر إعادة تداول فئة 100 ليرة سورية بحسب الصور المتداولة داخل أحد دكاكين البيع، الذي عرض ربح 100 ليرة سورية مقابل كل ثلاثة أغلفة للماركتين.
وقد رأى عدد من الأشخاص أن هناك فائدة عائدة على المُروِّج الداخلي للدخان، حيث يحصل على كميات أجنبية إضافية بحال روَّج وباع أكثر، وخاصة بعد انخفاض الطلب العالمي على الماركة بسبب أزمة فيروس كورونا، مما دفعها لإغراء المروجين بتفعيل العرض ورفع نسبة المبيعات، حيث يُعدُّ الدخان عاملاً سلبيًا في مناعة الفرد، الأمر الذي دفع بالعديد من المدخنين للإقلاع بظل انتشار الفيروس.
ومهما كانت الاحتمالات السابق قريبة من الصواب كلها أو بعضها، يبقى الترويج لآفة العصر (الدخان) أمرًا يساهم في الضرر على المجتمع والمدخنين، وخاصة المدخنين السلبيين ممن يقطنون مع شارب السيجارة ولا يدخنون.
كما أنه يدفع فئة المراهقين ممَّن يدخنون بالسر بعيدًا عن انظار أهلهم والمجتمع المحيط للإدمان على النيكوتين في ظل سعيهم للحصول على علبة دخان مجانية.