موسى الرحال
مع بداية شهر رمضان المبارك تنشط أكثر المنظمات والجمعيات الإغاثية في مجال تقديم وجبات الطعام على الفقراء من الناس والنازحين في ظل تردي الظروف المعيشية وارتفاع الأسعار.
في ريف حلب الغربي تستعد عدة جمعيات خيرية لتقديم وجبات الإفطار لآلاف الناس الذين يعيشون واقعا مؤلما، ومنها جمعية (شباب ساعد) إحدى أقسام منظمة بنيان، حيث تقوم بعدة نشاطات على مدار العام، ولكن تقتصر مشاريعها في رمضان على توزيع وجبات الإفطار على النازحين والسكان الأصليين في عدة قرى وبلدات ريف حلب الغربي ومدينة إدلب وأريافها.
أطلقت جمعية شباب ساعد مشروعها الخاص برمضان هذا العام تحت شعار -رمضان شهر العطاء- يهدف هذا المشروع إلى تقديم وجبات الإفطار لأكثر من ألف شخص يوميا، وتمَّ إحداث مطبخين: في بلدة باتبو في ريف حلب الغربي، والآخر في محافظة إدلب.
ولتفاصيل أكثر عن -رمضان شهر العطاء- تحدَّث (محمد جبّان) منسق المشروع بريف حلب الغربي لصحيفة حبر “يقدم مطبخ بلدة باتبو ما يقارب 300 وجبة بشكل يومي، ويبلغ وزن الوجبة الواحدة 1.5 كيلوغرام، ويتم تقديم الوجبات على النازحين من المناطق المتضررة بالإضافة إلى السكان الفقراء الذين هم بأمس الحاجة لوجبات الطعام.
وتخصص الجمعية أكثر من مئة وجبة إفطار لتوزعهم على مخيمات النزوح الكائنة بين بساتين الريف الغربي.
كما يتم توزيع أكثر من 180 وجبة إفطار على سبعة أيام على مدار الشهر تستهدف مناطق من ريف حلب الجنوبي، وأخرى من ريف إدلب الشمالي، ويتم ذلك عن طريق شركاء من الجمعيات الإغاثية في تلك المناطق.
أمَّا مطبخ محافظة إدلب فهو يقدم الوجبات على معظم أحياء المدينة، ويتم يوميا توزيع أكثر من 200 وجبة في إدلب وريفها الذي يشمل جبل الزاوية وأريحا إضافة إلى مدينة معرة النعمان.
وسيتم خلال الأيام القليلة القادمة تفعيل مشروع الإفطار الجماعي، وذلك من خلال تقديم الوجبات على المساجد والمستشفيات ومراكز الدفاع المدني في المناطق المحررة.”
أمَّا عن أهم المشكلات التي تقف عائقا أمام -رمضان شهر العطاء- تحدث (محمد أحمد) مدير جمعية شباب ساعد قائلا “من خلال توزيع الوجبات في ريف حلب الغربي المتمثل بعدة قرى وبلدات منها / الأتارب – معارة الأتارب- الجينة- أبين/ ومناطق أخرى منه، لاحظنا اكتظاظ البلدات بأعداد كبيرة من النازحين، حيث تمَّ إحصاء 40000 نازح من مدينة حلب موزعة على المناطق البلدات المذكورة، كما تمَّ إحصاء أكثر من 5000 عائلة نازحة من مدينة دمشق وريفها يقطنون في الريف الغربي، حيث يصعب علينا نحن كجمعية تغطية حاجات هذه الأعداد الهائلة، وإن قلة كمية الوجبات مقارنة مع أعداد المحتاجين هي المشكلة العظمى التي تواجهنا بشكل مستمر خلال سير مشروع -رمضان شهر العطاء-“
للجمعيات الإنسانية أهمية كبرى في الواقع المرير الذي يعيشه الشعب السوري، حيث لا يوجد حدّ للأعمال الإنسانية التي تقدمها الجمعيات الإغاثية، فهي تقدم أعمالا متنوعة تستطيع أن تشمل جميع نواحي الحياة، وتساعد المجتمعات بالنهوض وركوب الحضارة، وتساعد على رقيها وتطويرها وتقدمها للوصول إلى مستوى مرموق.