لكل شعب مميزات خاصة تختلف عن غيره من الشعوب، فمثلاً التفكير التقني عند اليابانيين، والنظرة الفوقية عند الأمريكيين، والغرور الإنكليزي، والكرم العربي … إلى ما هنالك من مميزات تجعل هذه الشعوب متكاملة في هذه الأرض ترسم صورة ملونة للتنوع والاختلاف اللذان يساهمان في العمران.وفي هذا السياق تبرز الصفات السورية التي صارت متعبة حتى للسوريين أنفسهم لتتحول إلى عقدة نفسية صار ينبغي علاجها. لا تختلف بهذا كثيرا عن عقدٍ نفسية أخرى كعقدة أوديب والنرجسية والفصام …فالسوري يا سادتي شخص لا يخالطه الجهل حتى ولو لم يطالع علماً قط، فهو عالم بالفطرة، يتقن أموراً عديدة لا تبدأ بكونه سباك المنزل ولا تنتهي عند اتقان سماحته لضروب الفتوى في الدين والسياسة والملمّات الاجتماعية والأخلاقية، ناهيك عن كونه عسكرياً فذاً يخطط للمعارك من شرفة منزله ويلوم غباء القادة وجهلهم، يضاف إلى ذلك بأنه خبير رياضي ومحلل أخباري وقائد ناجح في حارته التي يفكر باستقلالها عن الحارات الأخرى لكونها تتميز بوجوده، كما أنه محكم قانوني بحسب دستور يسكن عقله وحده ويرى صوابه الدائم، ومحاسب مالي مبدع يتقن العدّ بدون الحاجة لبرامج الحوسبة، وصيرفيٌ من الطراز الرفيع يخبرك بتقلبات البورصة وأحوال الأسواق دون الحاجة لمتابعة أخبارها، كما أنه كاهن إن لزم الأمر، ومنجم وممرض وطبيب وصيدلي، أنه ذلك الكائن الذي يصرّ أنه يفهم كل شيء وهذه الدنيا لا تعطيه حقه، لذلك لاتزال تراه يقبع منتظراً ذلك الدور الهوميري منتظرا الفرصة السانحة لينقض على العالم بمواهبه التي لا تنتهي .هذا هو السوري يا سادة ولست أظلم السوريين هنا، فدعونا نراجع أنفسنا قليلاً .. كلٌ في مكانه. المدير العام / أحمد وديع العبسي