غسان دنو |
بكلمات توجهها للمجتمع المحيط، لتحفز بها الشباب والشابات وتمنحهم القوة تفتتح (علا المصري) كتابها: “سحابة ملبدة باليأس” عبر هزهم بعبارات قاسية تستفز بها مشاعرهم الملبدة بالقهر والضياع والخنوع.
صحيفة حبر التقت الشابة المبدعة (علا المصري) ابنة 17 ربيعاً من مدرسة العز بن عبد السلام التابعة لمؤسسة قبس، التي قررت أن تمنح نفسها ومن حولها وكل من يقرأ كلماتها شيئًا من القوة للاستمرار والإيجابية.
تقول (علا) عن كتابها: “كنت أفرغ طاقتي بالكتابة وأنا بعمر 15 عامًا، وبعد عامين تقريباً، أصبح لدي كم جيد من الاقتباسات المحفزة، ففكرت بأن أنشر كتاباتي ولا أحتفظ بها لنفسي ليستفيد منها غيري.
ثم بدأت بالكتابة عن أفكار فتيات من جيلي عمَّا يعانيه من ضعف وانكسار فقط لأننا في مجتمعنا نوصف بذلك، وخاصة عندما يحط المجتمع من شأن الأنثى وللأسف بحجة الدين، فأردت أن أظهر القوة داخل كل فتاة مراهقة تمر بهذه الفترة من الضعف.”
وتضيف: “وضعت في كتابي تجاربي الشخصية وعدة تجارب لصديقاتي وأقاربي بشكل إيجابي لإظهار قوتنا نحن الإناث.”
ومما يلفت النظر في الكتاب مخاطبة علا للرجل ثم المرأة، تعلل ذلك بقولها: “أردت أن أُلزم الرجل بالآية القرآنية (الرجال قوامون على النساء) بأن يأخذ مسؤوليته تجاه المرأة هو أيضاً ليقويها لا ليطغى عليها بفهمه الخاطئ للآية الكريمة.”
وأيضًا ثمة أسلوب نصح للشباب غلب عليه الطابع الديني، وهذا شيء قلما نجده عند كاتبة بهذا السن، إلا أن علا تقول: “أردت أن أوصل رسالة بأن الدين هو الحضارة عبر قيمه وتعليماته التي ابتعد عنها جيلنا، حيث يسعى الغالبية للتشبه بالحضارات الغربية التي تخلو من التدين بسبب تطورها، وهنا وجهت القارئ إلى أن الحضارة هي فكر (كالإسلام) وليست فقط تطور.”
ولا تخلو كتابة من التأثر بأحد ما نتيجة القراءة والمطالعة، وفي ذلك تقول علا: “قرأت كثيراً للدكتور طارق سويدان والدكتور إبراهيم الفقهي، وأيضًا للكاتب أدهم الشرقاوي، وهذا أثر بي وأغنى أفكاري كثيراً، ولكن قرابة 90% ممَّا هو في الكتاب بقلمي، وأضفت بعض الاقتباسات للكتاب المذكورين.”
وعن الدعم الذي تلقته علا من عائلتها ومدرستها تضيف: ” لقد كانوا بجانبي دوماً خاصة أبي (عبد الغني) وعمي (عبد الودود)، وأيضاً دعمتني معلمات مدرستي كلهم، وأذكر بشكل خاص معلمتي لمادة الفلسفة (ندى) والآنسة (منار).”
وتتابع علا: ” تجنبت في كتابي بعض الأفكار وخاصة فيما يخص الأحداث التي رافقت الثورة من إيجابيات وسلبيات وأمور تخاف الفتاة في مجتمعنا الخوض فيها علناً، لكن في كتابي القادم سأكتب بحرية وجرأة أكبر بعد أن تعلمت الكثير من تجربتي الأولى.”
وتختم علا برسالة إلى كل فتاة بقولها: “لكل فتاة ابقي قوية، القوة هي سر جمال الفتاة فلا تخافي من نقد المجتمع، فمهما كنت مثالية سيطالك النقد.
حافظي على شخصيتك؛ فهي سندك الأول والأخير، لذا قوِّها عبر تعلمك من أخطائك وتجاربك، فالإنسان القوي هو من يستمر.
وتطمح (علا المصري) من خلال “صحيفة حبر” أن يلقى كتابها رواجاً وتستطيع أن تنشره إلكترونياً بحقوق نشر محفوظة، وورقياً عبر تبنيه من قبل المختصين بالنشر، مما يحفزها على الاستمرار في تسليط الضوء على قضايا مهمة في مجتمعنا
وتنشر رؤيتها بصفتها كتابة نحو مجتمع عامل يحمل فكراً سليماً غير متأثر بحضارات طغى عليها التطور وغاب الفكر.
لقراءة الكتاب كاملاً اضغط: هنا