بقلم أحمد يغنلم تزد الحملة الهمجية الروسية على سورية سوى المزيد من الشهداء والدماء وزيادة آثار الحرب التي دخلت عامها الخامس، فبعد القصف الجوي لنظام الإجرام وطائرات الأمريكان وحلفائهم لم تزدد الأوضاع الإنسانية إلا سوءا، ولذلك فإنَّ المزيد من التحالفات على هذه الأرض الجريحة لا يعني إلا الزيادة في الدماء وويلات الحرب.ها هي الطائرات الروسية لا تحقق تقدما وتسقط صواريخها على المدنيين، فهي خسارة من جهتين خسارة على الأرض وخسارة أخلاقية جديدة تضاف إلى السجل الروسي، فهل سيخطئ بوتين مجددا ويفكر بالنزول والحرب على الأرض؟يجب على بوتين أن يفكر مئات المرات قبل أن يقدم على استمرار إقحام قواته العسكرية لتواجه الثوار، فإنَّ هذه الخطوة مكلفة بشريا إضافة إلى تعقيدها وصعوبتها، وعليه أن يأخذ درسا من حرب العراق وفيتنام التي هزمت فيها أمريكا على الرغم من القوة العسكرية الكبيرة التي تفوق قوة الجيش الروسي، وربَّما لا يحتاج بوتين إلى أن يذهب بعيدا ففي ذاكرته الحرب السوفيتيية على أفغانستان التي سقط على إثرها الاتحاد السوفييتي، ولذلك سيقع بوتين في الجحيم السوري إذا ما قرر أن يبقى في الأرض التي يوجد عليها أكثر من العدو للروس ابتداء بالثوار وانتهاء بتنظيم داعش.لقد دخل بوتين الحرب في محاولة منه ليلعب دورا يجعله حارسا ومحافظا على مصالح بلاده، وهو يرى أنَّ تلك المصالح مرتبطة بشكل مباشر ببقاء الأسد المجرم في السلطة، ويريد أيضا رسم السياسة المستقبلية التي عجزت واشنطن وحلفاؤها عن رسمها أو سحبت يديها منها لأنَّ وراء الأكمة ما وراءها.الجميع يتحدث عن فشل بوتين الذي جلب الويلات لبلاده من خلال التكلفة الاقتصادية للحرب، وخاصة بعد جدل الطائرة الروسية التي سقطت أو أسقطت في مصر، والتقارير التي تشير إلى النسبة الكبيرة من المدنيين الذين قتلوا على أيدي الروس.نعم، إنَّها انتكاسة جديدة للدب الروسي ربَّما يتجاوز أثرها وكارثتها على روسيا الهزيمة التي تلقتها في أفغانستان قديما.