بهذه الكلمات استقبل أحد فناني الثورة العيد الأول فيها سنة 2011 ، كان الجرح وقتها مازال حاراً، كل شيء كان مؤلماً حدّ التعب، لم يستسغ الثوار وقتها أن يمر عليهم العيد بفرحته المعتادة، فهو لم يكن اعتيادياً، لقد كان أول عيدٍ مليءٍ بالشهداء والمعتقلين والمصابين والمقهورين، كان عيداً بلحن الحزن وابتسامة القهر وصوت البكاء الذي يخرج من بيوت كثيرة بحجم وطن صغير يمتد بين عيدين .كانت وفي كل عام، وعند كل عيد تتكرر نفس الألحان ونفس الزغاريد ونفس النشيج الذي يصرخ في وجه الألم بدون جدوى، ليتجدد العهد عند الكثير من الثوار بأن لا عيد لهم حتى يتحقق النصر، إكراماً للشهداء ولدموع أمهاتهم التي تملأ الدنيا قهراً وأملاً في ذات العيون .اليوم ونحن في السنة الخامسة .. نريد أن يعود العيد اعتيادياً، نريد أن نكف عن الحزن الذي لا ينتهي، نريد أن تملأ الابتسامة وجوه أمهات الشهداء وأبنائهم، نريد أن نصنع فرحة على شرفات أمل قادم، فهم محتاجون لك وأنت بقربهم، محتاجون لابتسامتك وفرحتك وضحكتك التي تؤنسهم بها، أكثر من حاجتهم لوعدك بأخذ ثأرهم، أنهم صاروا يعلمون أنه ليس ثأرهم وحدهم، إنه ثأر وطن بأكمله، ثأر جيل يكبر يوماً بعد يوم مبتسماً بوجه تلك الحياة التي لا تملُّ من محاولة النيل منه، إنهم صاروا يؤمنون أن هذا الثأر ليس إلا مجرد ابتسامة تحدٍّ قد تعلموها جيداً، وعمل دؤوب .. ها هم يكبرون كل يوم ليحملوا تلك الأمانة التي أنيطت بهم.إنه العيد .. فليكن لحنه عذباً جميلاً مفعماً بالأمل والضحكات . المدير العام / أحمد وديع العبسي