أحمد زكريا |
شكا موالون لنظام الأسد في محافظة حماة وسط سورية، من انتشار القوارض والحشرات داخل أكياس الطحين الواردة للأفران العاملة في مدينة حماة، مطالبين الجهات المعنية بضرورة وضع حد لذلك.
جاء ذلك بعد أن تم رصد “فئران حديثة الولادة” داخل أكياس الطحين بمدينة حماة، وفق ما نشرت “شبكة أخبار حماة” على الفيس بوك وهي من الشبكات الموالية لأسد.
واللافت في الأمر أن رئيس جمعية المخابز في محافظة حماة (أنس العدس) هو من وجه المناشدة للأجهزة الرقابية والمسؤولة بحماة للتدخل لمعالجة المهزلة، والتسيب الذي تعاني منه أكياس الدقيق التمويني المُسلَّمة لمخابز المحافظة من وجود للقوارض والإصابات الحشرية (الفسفس) ونقص الأوزان، حسب ما وصفت الشبكة نفسها.
وأشارت إلى أن “(العدس) وثَّق وجود عدة فئران حديثة الولادة عثر عليها داخل أحد أكياس الدقيق الواردة لمخبزه من مطاحن الشركة السورية للحبوب، كما أكد وجود معاناة مريرة لكافة خبازي محافظة حماة من وجود حشرات الفسفس في أكياس الطحين، وأنه رغم عشرات الشكاوى التي قدمها الخبازون بحق هذا التقاعس إلا أن التحسين لم يطرأ على الدقيق، في حين إن الاستهتار سيد الموقف” على حد تعبير الشبكة.
ووفق المصدر ذاته، فقد “أرجع رئيس جمعية الخبازين هذا الواقع إلى عدم وجود إجراءات النظافة لدى السورية للحبوب، وعدم اتباع أصول التعقيم والنظافة وقلة الخبرات والكفاءات في إدارة وتنظيم وترحيل وتخزين الدقيق التمويني في المطاحن، يضاف إليها إعادة تعبئة الدقيق في أكياس قديمة مستخدمة سابقًا ومعادة من المخابز”.
وتعليقًا على هذا الأمر قال المحامي (عبد الناصر حوشان) وهو ابن محافظة حماة لصحيفة حبر: “إنه من الطبيعي أن نسمع ونرى مثل هذه الحوادث في ظل الفساد المستشري في مؤسسة النظام، التي تسيطر عليها شبيحة الأسد وتتحكم بها وبمقدراتها”.
وأضاف (حوشان( أن “جذور القضية تعود إلى أنه تم اكتشاف قضية فساد كبيرة في مؤسسة الحبوب بحماة من خلال تعاقدها مع مطاحن خاصة لتوريد طحين قمح لإنتاج الخبز وهي مطحنتي (سليم، والنواعير) الخاصتين بإشراف موظفين من مطحنتي (كفربهم والسلمية) الحكوميتين”.
وتابع (حوشان) قائلاً: “إنه وبعد انكشاف الأمر وتشكيل لجان تحقيق تبين أن مديري مطحنتي (سلمية وكفربهم) وأميني المستودعين وموظفي الإشراف على استجرار الطحين هم شركاء في هذه الجريمة؛ لأنهم كانوا يختلسون ثمن الأكياس المفترض شراؤها لتعبئة الطحين وتعبئة الطحين في أكياس قديمة موجودة في مستودعات المطحنتين، وهما ملجأ خصب لتكاثر القوارض من فئران وغيرها”.
وأشار (حوشان) إلى أن “حجم الاختلاسات يقدر بحوالي 3 مليار ليرة سورية، وقد تم فضح الأمر وشُكلت لجان من الهيئة العامة للتفتيش والرقابة وتم لملمة الأمر وإغلاق الملف”.
واعتبر (حوشان) أن “ظاهرة الفساد في محافظة حماة مستشرية بسبب تسلط عصابات (الشبيحة) على قطاعات الخدمات في المحافظة، فلكل قائد مجموعة قطاع للتهريب والتجارة في السوق السوداء، وقد أثروا جميعًا فأصبح رصيد أصغرهم مليار ليرة سورية”.
ولاقى هذا الأمر ردود فعل غاضبة وساخرة في آن واحد من الحال التي وصلت إليه الأمور في مؤسسات نظام الأسد، التي امتدت إلى المادة الرئيسة وهي الخبز.
وقال أحد المعلقين على منشور الشبكة على الفيس بوك: إنه “كان ناقصنا فئران بالخبز.. دخيلك يارب شو ضل شي بحماة ما شفناه”، وقال آخر: ” إذا الفئران حديثي الولادة معناها الأب والأم موجودين بأكياس الطحين”، وسخر آخر قائلاً: إن “المواطن كتير غلبه ما بيعرف شو بدو.. هي دراسة حديثة خبز مدعوم بالفئران وفق أحدث المقاييس العالمية فوائد صحية لا تقدر بثمن…. خبز مدعوم هاده”.
وتوالت ردود الفعل المطالبة بمحاسبة المسؤولين في حكومة نظام الأسد، في ظل الأوضاع الاقتصادية وحالة الفساد التي لم تعد تطاق حتى بين الموالين أنفسهم وفق ما أشاروا إليه في تعليقاتهم.